منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - اهتزااااز .. ثم ارتعااااش .. ثم الزلزال الاكبر
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2004, 10:53 AM
  #21
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
بسم الله

أشكرك يا أخي على كلامك اللطيف

والموضوع يحتاج لكتابة الذكريات أو المشكلات من الصدمات المتنوعة

فالموضوع ذو شجون والآن أنقل لك ما وعدتك به

من تخريخ للحديث وشرح له

وإيراد للقصة ففيها فوائد


بالنسبة للحديث فهو صحيح رواه مسلم وأنا متأكد

اتضح أنه في البخاري كذلك



بَاب الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

يَقُولُ الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء ، وهذا الشرح من فتح الباريء

قَوْلُهُ : ( بَاب الْأَرْوَاح جُنُود مُجَنَّدَة ) كَذَا ثَبَتَتْ هَذِهِ التَّرْجَمَة فِي مُعْظَم الرِّوَايَات ,

وَهِيَ مُتَعَلِّقَة بِتَرْجَمَةِ آدَم وَذُرِّيَّته , لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهُمْ رُكِّبُوا مِنْ الْأَجْسَام وَالْأَرْوَاح .

قَوْلُهُ : ( الْأَرْوَاح جُنُود مُجَنَّدَة إِلَخْ ) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : يُحْتَمَل أَنْ يَكُون إِشَارَة إِلَى مَعْنَى

التَّشَاكُل فِي الْخَيْر وَالشَّرّ وَالصَّلَاح وَالْفَسَاد , وَأَنَّ الْخَيِّرَ مِنْ النَّاس يَحِنّ إِلَى شَكْله

وَالشِّرِّير نَظِير ذَلِكَ يَمِيل إِلَى نَظِيره فَتَعَارُف الْأَرْوَاح يَقَع بِحَسَبِ الطِّبَاع الَّتِي جُبِلَتْ عَلَيْهَا مِنْ خَيْر وَشَرّ ,

فَإِذَا اِتَّفَقَتْ تَعَارَفَتْ , وَإِذَا اِخْتَلَفَتْ تَنَاكَرَتْ .


وَيُحْتَمَل أَنْ يُرَاد الْإِخْبَار عَنْ بَدْء الْخَلْق فِي حَال الْغَيْب عَلَى مَا جَاءَ أَنَّ الْأَرْوَاح خُلِقَتْ قَبْل الْأَجْسَام ,

وَكَانَتْ تَلْتَقِي فَتَتَشَاءَم , فَلَمَّا حَلَّتْ بِالْأَجْسَامِ تَعَارَفَتْ بِالْأَمْرِ الْأَوَّل فَصَارَ تَعَارُفهَا وَتَنَاكُرهَا

عَلَى مَا سَبَقَ مِنْ الْعَهْد الْمُتَقَدِّم . وَقَالَ غَيْره : الْمُرَاد أَنَّ الْأَرْوَاح أَوَّل مَا خُلِقَتْ خُلِقَتْ عَلَى قِسْمَيْنِ ,

وَمَعْنَى تَقَابُلهَا أَنَّ الْأَجْسَاد الَّتِي فِيهَا الْأَرْوَاح إِذَا اِلْتَقَتْ فِي الدُّنْيَا اِئْتَلَفَتْ

أَوْ اِخْتَلَفَتْ عَلَى حَسَب مَا خُلِقَتْ عَلَيْهِ الْأَرْوَاح فِي الدُّنْيَا إِلَى غَيْر ذَلِكَ بِالتَّعَارُفِ .

قُلْت : وَلَا يُعَكِّر عَلَيْهِ أَنَّ بَعْض الْمُتَنَافِرِينَ رُبَّمَا اِئْتَلَفَا , لِأَنَّهُ مَحْمُول عَلَى مَبْدَأ التَّلَاقِي ,

فَإِنَّهُ يَتَعَلَّق بِأَصْلِ الْخِلْقَة بِغَيْرِ سَبَب .

وَأَمَّا فِي ثَانِي الْحَال فَيَكُون مُكْتَسَبًا لِتَجَدُّدِ وَصْف يَقْتَضِي الْأُلْفَة بَعْد النُّفْرَة كَإِيمَانِ الْكَافِر وَإِحْسَان الْمُسِيء .

وَقَوْله " جُنُود مُجَنَّدَة " أَيْ أَجْنَاس مُجَنَّسَة أَوْ جُمُوع مُجَمَّعَة ,

قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : وَيُسْتَفَاد مِنْ هَذَا الْحَدِيث أَنَّ الْإِنْسَان إِذَا وَجَدَ مِنْ نَفْسه نُفْرَة مِمَّنْ لَهُ فَضِيلَة أَوْ صَلَاح فَيَنْبَغِي

أَنْ يَبْحَث عَنْ الْمُقْتَضِي لِذَلِكَ لِيَسْعَى فِي إِزَالَته حَتَّى يَتَخَلَّص مِنْ الْوَصْف الْمَذْمُوم ,

وَكَذَلِكَ الْقَوْل فِي عَكْسه .

وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : الْأَرْوَاح وَإِنْ اِتَّفَقَتْ فِي كَوْنهَا أَرْوَاحًا لَكِنَّهَا تَتَمَايَز بِأُمُورٍ مُخْتَلِفَة تَتَنَوَّع بِهَا ,

فَتَتَشَاكَل أَشْخَاص النَّوْع الْوَاحِد وَتَتَنَاسَب بِسَبَبِ مَا اِجْتَمَعَتْ فِيهِ مِنْ الْمَعْنَى الْخَاصّ لِذَلِكَ النَّوْع لِلْمُنَاسَبَةِ ,

وَلِذَلِكَ نُشَاهِد أَشْخَاص كُلّ نَوْع تَأْلَف نَوْعهَا وَتَنْفِر مِنْ مُخَالِفهَا .

ثُمَّ إِنَّا نَجِد بَعْض أَشْخَاص النَّوْع الْوَاحِد يَتَآلَف وَبَعْضهَا يَتَنَافَر ,

وَذَلِكَ بِحَسَبِ الْأُمُور الَّتِي يَحْصُل الِاتِّفَاق وَالِانْفِرَاد بِسَبَبِهَا .


وهذه القصة :


رواه أَبِو يَعْلَى ( الحديث السابق ) وَفِيهِ قِصَّة فِي أَوَّله عَنْ عَمْرَةَ بِنْت عَبْد الرَّحْمَن قَالَتْ

" كَانَتْ اِمْرَأَة مَزَّاحَة بِمَكَّة فَنَزَلَتْ عَلَى اِمْرَأَة مِثْلهَا فِي الْمَدِينَة , فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَة فَقَالَتْ

: صَدَقَ حِبِّي , سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَذَكَرَ مِثْله .

رواه مسلم أيضا وهذا الشرح للإمام النووي


قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْأَرْوَاح جُنُود مُجَنَّدَة , فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا اِئْتَلَفَ ,

وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اِخْتَلَفَ ) قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ جُمُوع مُجْتَمَعَة , أَوْ أَنْوَاع مُخْتَلِفَة .

وَأَمَّا تَعَارَفهَا فَهُوَ لِأَمْرٍ جَعَلَهَا اللَّه عَلَيْهِ , وَقِيلَ : إِنَّهَا مُوَافَقَة صِفَاتهَا الَّتِي جَعَلَهَا اللَّه عَلَيْهَا ,

وَتَنَاسُبهَا فِي شِيَمهَا . وَقِيلَ : لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مُجْتَمِعَة , ثُمَّ فُرِّقَتْ فِي أَجْسَادهَا , فَمَنْ وَافَقَ بِشِيَمِهِ أَلِفَهُ ,

وَمَنْ بَاعَدَهُ نَافَرَهُ وَخَالَفَهُ . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْره : تَآلُفهَا هُوَ مَا خَلَقَهَا اللَّه عَلَيْهِ مِنْ السَّعَادَة أَوْ الشَّقَاوَة فِي الْمُبْتَدَأ ,

وَكَانَتْ الْأَرْوَاح قِسْمَيْنِ مُتَقَابِلَيْنِ . فَإِذَا تَلَاقَتْ الْأَجْسَاد فِي الدُّنْيَا اِئْتَلَفَتْ وَاخْتَلَفَتْ بِحَسَبِ مَا خُلِقَتْ عَلَيْهِ ,

فَيَمِيل الْأَخْيَار إِلَى الْأَخْيَار , وَالْأَشْرَار إِلَى الْأَشْرَار .

وَاَللَّه أَعْلَم .
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129