بسم الله
جزاك الله خيرا يا أخي
وأشكرك على العنوان الجذاب والموضوع الشيق
وعلى تشبيهك البليغ للطلاق بالزلزال لأنه يهدم الأسرة أساس المجتمع
والإسلام وضع ضوابط للطلاق سأنقل لك بعضها :
نعم قد أباح الإسلام للرجل الطلاق علاجًا لا مفر منه، حين يضيق الخناق،
وتستحكم حلقات الأزمة بين الزوجين - وآخر العلاج الكي كما قيل -
غير أنه لم يبح له هذا إلا بعد أن يجرب وسائل العلاج الأخرى، من وعظ وهجر وتأديب وتحكيم،
وبعد أن يستنفد طاقته النفسية في احتمال ما يكره، والصبر على ما لا يحب، ممتثلاً قول الله
تعالى : " فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئَا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا " (النساء : 19).
وقول رسوله : " لا يفرك - أي لا يبغض - مؤمن مؤمنة، إن سخط منها خلقًا رضي منها آخر ".
لم تجعل الشريعة الطلاق حقًا للرجل مطلقًا من كل قيد ،بل قيدته في الوقت بأن يكون في طهر
لم يمسس زوجته فيه، فلا يكون الطلاق مشروعًا حسب السنة في وقت حيضة الزوجة،
أو في الطهر الذي اتصل بها فيه الاتصال الخاص.
وقيدته بتوفر النية والعزم " إنما الطلاق عن وطر " " وإن عزموا الطلاق "،
فلا طلاق في إغلاق - غضب شديد أو إكراه - ولا طلاق لقاصد الحلف بالطلاق ؛
لأن الحلف بغير الله مردود على صاحبه .
وقيدته بوجود الحاجة الشديدة إليه، وكان من التوجيهات النبوية :
" أبغض الحلال إلى الله الطلاق "، " لا تطلقوا النساء من غير ريبة ".
وجعلت الطلاق من غير ريبة ولا حاجة داعية مكروها أو محرمًا ؛ لأنه ضرر بنفسه وبزوجته
وإعدام للمصلحة الحاصلة بينهما من غير حاجة إليه، فكان حرامًا كإتلاف المال،
ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : " لا ضرر ولا ضرار " (المغني لابن قدامة 7/97).
ولم تترك الشريعة الرجل بعد الطلاق دون غرم يؤوده ويثقل كاهله، ويخوفه عاقبة عمله،
فهناك دفع الصداق المتأخر، والنفقة الواجبة في العدة، وأجرة رضاع الأولاد،
ونفقتهم حتى يكبروا، وهناك متعة الطلاق .
وجزاكم الله خيرا
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/
size]،
أخوكم المحب الناصح همام hamam129