بسم الله الرحمن الرحيم

أبها: نادية الفواز
كشفت إحصائية نشرها موقع "إسلام أون لاين" أن المرأة الخليجية تنفق 1.7 مليار دولار سنويا على مستحضرات التجميل، وجمعيها يتم استيرادها من الخارج، وأن المرأة تهدر ساعات طويلة أمام المرآة لتجميل نفسها، وتشير هذه الإحصائية إلى حجم الإنفاق الباهظ على مستحضرات التجميل في الخليج، فالمرأة تعتبر الجمال "رأس مالها" وأدوات الزينة وسيلتها لتبدو في أحسن صورة، وأكدت الدراسات أن المرأة أكثر انجذابا واهتماما بقرينتها المرأة ربما بدافع الغيرة أو التنافس، لذلك تحرص على أن تكون في أفضل صورة أمام النساء قبل حرصها على هذه الصورة أمام الرجال.
أحد المسؤولين في إحدى شركات التجميل أكد أن نساء الخليج من أكثر نساء العالم أناقة وإنفاقا على مستحضرات التجميل، ودول الخليج العربي تستقطب اهتماما كبيرا من الشركات العالمية، حيث يقدر الإنفاق على مستحضرات التجميل في الخليج بحوالي بليون ريال سنويا، ويضيف " يعد قطاع مستحضرات التجميل من أهم القطاعات التي تحقق أرباحا في العالم، وهو يشهد معدلات نمو مرتفعة، وقد أكدت الدراسات أن نسبة الأرباح في هذا القطاع خلال الأعوام الثلاثة الماضية لم تقل عن 300%، وأصغر محلات التجميل في المملكة إيراده الشهري لا يقل عن 150 ألف ريال".
أبو عبد الله يقول "لا أرى زوجتي في أجمل حلة إلا عندما تكون لديها زيارات واستقبالات نسائية، وهي تستخدم الأقنعة المختلفة وأدوات التجميل المتعددة، ولا أراها في حالة التجمل الكاملة إلا عند الخروج"، ويضيف "زوجتي في سباق دائم مع صديقاتها على شراء أغلى أدوات التجميل، ويكلفني ذلك مبلغا كبيرا من راتبي كل شهر".
وتنفق المعلمة سها.م أكثر من نصف راتبها على مستحضرات التجميل والأناقة وهي كما تقول تقف طويلا أمام المرآة قبل الخروج إلى العمل، تقول "أحرص دائما على أناقتي، والمعلمات في المدرسة يتنافسن في ارتداء الأرقى والأحدث موضة"، مها سعيد تقول "أتزين داخل المنزل وخارجه وذلك يرضى زوجي ويسعده"، وتضيف ميرفت محمد "المرآة صديقتي ومن خلالها أتلمس ما بداخلي، وهي تمنحني الثقة بالنفس"، وتضيف أريج علي "الزينة لا تشغلني إلى هذا الحد، فوقتي مشغول بين المنزل والعناية بالأطفال والزوج".
الاختصاصية النفسية ومشرفة مكتب الإشراف التربوي بأبها نجلاء عسيري تقول "شعور المرأة بالاستقرار النفسي هو الذي يجعلها تهتم بزينتها وجمالها، ويتضاعف هذا الاهتمام كلما تقدم بها العمر، حيث تسعى إلى تجديد شبابها الخارجي، وقد تلجأ بعض السيدات إلى المبالغة في الزينة لجذب اهتمام الزوج، وأعتقد أن أهم أهداف الزينة تعزيز الثقة بالنفس والإحساس أن المرأة مرغوبة".
أستاذة الصحة النفسية بكلية التربية للبنات بأبها الدكتورة نجوى بنيس تقول "تهتم المرأة بالمرآة لأنها تعطيها صورة لمستوى جمالها صعودا أو هبوطا، والمرأة تعتقد أن الجمال هو المعيار أو المؤثر لمدى قبولها عند الناس، وهذا خطأ لأن الجمال أحد العناصر وليس كلها، فهناك الثقافة والشخصية والالتزام، وكلها عناصر تكون الصورة الكاملة عن المرأة، وفي رأيي أن المرأة يجب ألا تبالغ في الاهتمام بزينتها، لأن المرأة التي تكثر من الوقوف أمام المرآة شخصيتها هشة لا تملك مفهوما إيجابيا عن الذات".
اختصاصي الصحة النفسية بمستشفى أبها الخاص الدكتور أحمد فهمي يقول "المرأة عادة ما تهتم باستعراض الملابس والإكسسوارات وتهتم بنظرات الإعجاب التي تحقق لها النشوة والانتصار، فهي تسعى دائما للفوز والتميز بين صديقاتها، والتزين بالنسبة للمرأة ظاهرة طبيعية، ولكن الإسراف فيه خطأ، والوقوف أمام المرآة طويلا قد يشير إلى مرض نفسي، لذلك فإن الاعتدال مطلوب، وعلى المرأة إلى جانب اهتمامها بزينتها أن تهتم بتطوير ثقافتها ووعيها بالحياة".

نقلا عن جريدة الوطن