منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - عيد الأم ؟ أو الأسرة ؟ ورعاية المسنين عند المسلمين
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-03-2004, 09:11 PM
  #1
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
عيد الأم ؟ أو الأسرة ؟ ورعاية المسنين عند المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

الاحتفال بعيد الأم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

المقدمة : يقلد بعض المسلمين البلاد الغربية في تخصيص يوم في العام للاحتفال بالأم،

وأطلقوا عليه عيد الأم، ودعا بعض الكتاب في مصر لذلك منذ ما يقرب من أربعين سنة؛

بسبب ما رأى من إهمال الأبناء بآبائهم و أمهاتهم ،فلما عارض بعض العلماء إقامة عيد

للأم في يوم محدد ، وأوضحوا أن الإسلام أمر بالبر بالآباء و الأمهات دائما، وبينوا عناية

الإسلام الفائقة بالوالدين خصوصا وبالمسنين عموما ، وأنه لا يجوز إقامة عيد خاص لم

يشرعه الإسلام.

وليس للمسلمين سوى عيدين ، ولا داعي لتقليد الغربيين ؛

لأن حياتهم المادية غلبت العاطفية ، وأهملوا الآباء ، وتركوهم لقسوة الزمن،

أو لدور الرعاية، ودعا المصلحون هناك لإقامة مثل هذا العيد للإحسان للأم والحث على

تذكرها والإحسان إليها مرة واحدة فقط في العام، وقد يأتي هذا اليوم ويكون الابن

مشغولا، فلا يبر أمه أو يشفق عليها مرة في العام .



أما المسلم مطالب بالبر بالوالدين والإحسان إليهما طوال السنة،

وعدم الاكتفاء بيوم واحد فقط، والمسلم مأمور بالإحسان للضعفاء والمسنين عموما،

والبر بالجميع والإحسان والرحمة حتى بالحيوان الحي والمعد للذبح .

فالمجتمع الإسلامي يملؤه الحب الصادق ويسوده الرحمة والمودة في العلاقات الأسرية

إلى حد كبير، وهذه العادات الغربية ظهرت من الكتاب المنبهرين بتقليد الغربيين دون نقد

أو تمحيص ظهرت على فئة قليلة من المسلمين ، ممن أصيب بحب التقليد،

وخاصة لأولئك الذين تفوقوا صناعيا، فإن حُمَّى التبعية للثقافة الغربية سرعان ما تنتشر لا

سيما في النساء قليلات الاطلاع، وذلك من علامات الانهزامية، فيجدر بكل مسلمة متعلمة أو

مثقفة أن يكون لها شخصية متميزة و أن تعتز بدينها ، وتفتخر بالانتساب لحضارتها

الإسلامية.


التمهيد:

وفيه بيان لخطورة الاحتفال بغير الأعياد الإسلامية :

قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أقواما أو فئاما من أمته سيتبعون أهل الكتاب في بعض شعائرهم وعاداتهم ، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ، قلنا يا رسول الله : اليهود والنصارى ، قال : فمن؟! ) ( أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم 8/151 ) . ( ومسلم في العلم باب اتباع سنن اليهود والنصارى 4/2054 ) .
حدَّث أبو واقد -رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما خرج إلى خيبر مرَّ بشجرة للمشركين يقال لها (ذات أنواط) يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا : يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:( سبحان الله، هذا كما قال قوم موسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، والذي نفسي بيده لتركبُنّ سَنَنَ من كان قبلكم ) أخرجه الترمذي، وقال حسن صحيح.
فحبُّ التقليد، وإن كان موجوداً في النفوس، إلا أنه ممقوت شرعا إذا كان المقلِّد يخالفنا في اعتقاده وفكره خاصة فيما يكون التقليد فيه عَقَدِيّاً أو تعبُّديا أو يكون شعارا أو عادة ، ولما ضعف المسلمون في هذا الزمان ازدادت تبعيتهم لأعدائهم، وراجت كثير من المظاهر الغريبة سواء كانت أنماطا استهلاكية أو تصرفات سلوكية. ومن هذه المظاهر الاهتمام بعيد الأم.
ونجح هؤلاء الكتاب في إحياء البدعة وتقليد الغرب وغيروا التسمية ، فسموه يوم الأم ، وأطلق بعضهم يوم الوالدين أو يوم الأسرة ، ثم تساهل الناس وسموه عيد الأم، وشجعهم التجار على إقامة الاحتفال لترويج بضائعهم الكاسدة .
ونحن لا نقرهم على إقامة هذه البدع ونرشدهم إلى البر بالوالدين والإحسان إليهما ليس بالاحتفال مرة في العام ، ثم يركن إلى ذلك ، وينسى أمه وأباه طوال السنة ،
وهنا تكمن الخطورة في تقليد الغربيين لهذه البدعة، حيث يشعر المسلم أنه أحسن لوالديه أو إلى أمه في يكون يوم الاحتفال المخصص وكفى ولا يشعر بأي ذنب ولا يحس بتأنيب الضمير، ولا يشعر أنه ارتكب إثما أو وقع في محرم .


[size=4][font=Arial Black]ونتناول هذا الموضوع من خلال هذه العناصر السبعة .

1ـ المراحل العمرية لكل إنسان

فلقد مضت سنة الله في الإنسان أن جعله يمر بمراحل متعددة في رحلته الدنيوية ،

فيبدأ وليداً ضعيفاً ، ثمَّ شاباً قوياً ، وأخيراً شيخاً ضعيفاً . قال تعالى :

{الله الَّذي خَلَقَكُم مِن ضَعفٍ ثمَّ جَعَلَ مِن بَعد ضَعفٍ قُوَّةً ثمَّ جَعَلَ مِن بَعدِ قُوَّةٍ ضَعفاً وَشَيبَةً

يَخلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ } [ الروم 54 ] ولقد عنيت الشريعة برعاية هذا الإنسان منذ

نعومة أظفاره وحتى مماته .

ولئن كانت هذه الرعاية تمتد طوال حياة الإنسان فإن ما يهمنا هنا المرحلة الأخيرة منها ،

وهي مرحلة الشيخوخة . فلقد حرص الإسلام على هذه المرحلة وجعلها محطة تكريم وعناية

خاصة وأوصى بأهلها مزيد رعاية ، واحترام وتوقير ، وبخاصة الوالدين .

ذلك أن صاحبها يتصف بالضعف وحاجته إلى الآخرين لخدمته والقيام بشؤونه الدنيوية ،

فهي مرحلة عصيبة ، ولا عجب أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعوَّذ منها

فلقد روى أنس - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (( اللهم إني

أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم ...))

وفي رواية أخرى تعوَّذ صلى الله عليه وسلم من أن يُرد إلى أرذل العمر )


يصاحب مرحلة الكبر لدى الإنسان ضعف عام ، قال تعالى : { الله الَّذي خَلَقَكُم مِن ضَعفٍ ثمَّ

جَعَلَ مِن بَعد ضَعفٍ قُوَّةً ثمَّ جَعَلَ مِن بَعدِ قُوَّةٍ ضَعفاً وَشَيبَةً يَخلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ }

[ الروم 54 ] فالإنسان يمر بثلاث مراحل رئيسة: ضعف ، ثمَّ قوة ، ثمَّ ضعف ،

ولكن هذا الضعف الأخير نسبي بين البشر عموماً والمؤمنين خصوصاً

وعلى كل حال فغالب المسلمين لا يصلون إلى هذه المرحلة التي تحدث فيها هذه التغيرات ،

وهذا التدهور الصحي ، والبدني ، والنفسي ، ذلك أن أعمار المسلمين غالباً بين الستين

إلى السبعين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أعمار أمتي ما بين الستين إلى

السبعين ، وأقلهم من يجوز ذلك )) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ،

وهذا بشكل عام يشمل جميع المسلمين إلا أنه يمكننا القول أيضاً :

أن المسلم المؤمن الحافظ لحدود الله، الحافظ للقرآن ، لا تصيبه المتغيرات التي تحدث

للإنسان في مرحلة الشيخوخة وبخاصة التغيرات الجسمية والعقلية والنفسية ،

وإن حدثت فهي أقل ولا شك مما يصيب الآخرين ، أو تتأخر فلا تحدث إلا في آخر أيامه .


و مما يعضد هذا الرأي ما رواه ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال :

قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعوا بهؤلاء الدعوات

لأصحابه : (( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تُهون به علينا مصيبات الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ... الحديث )) رواه البخاري في الأدب المفرد.


2- من خصائص المجتمع المسلم أنه مجتمع متراحم متماسك متوادّ :


قال تعالى : { مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُم ... الآية }

[ الفتح : 29 ] ، وقال تعالى واصفاً المؤمنين : { ثمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وتَوَاصَوا بِالصَّبرِ

وتَوَاصَوا بِالمَرحَمَةِ } [ البلد : 17 ] ، ويصف الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين بأنهم

كالجسد الواحد ، وذلك فيما رواه النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى

الله عليه وسلم قال : ((ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا

اشتكى منه عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى)) . وفي رواية عنه -

رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((المسلمون كرجل واحد إن

اشتكى عينه اشتكى كله ، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله)) رواه مسلم،

وعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) ،

وذكر جرير بن عبدالله - رضي الله عنه - قول الرسول صلى الله عليه وسلم

: ((لا يرحم الله من لا يرحم الناس)) ، كما أخرج الترمذي عن عبد الله بن عمر - رضي الله

عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((الراحمون يرحمهم الله ،

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) ،

وأخرج الإمام أحمد رحمه الله عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه -

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد

يألم لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس)).

ولعظم قيمة التراحم عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا يرحم البشر عموماً من

الخاسرين ففي الحديث : ((خاب عبدٌ وخسر لم يجعل الله تعالى في قلبه رحمة للبشر)) ،

كما دلنا صلى الله عليه وسلم على طريقة تكفل للمجتمع المسلم أن يكون مجتمعاً متحاباً

فيما بينه ، فيروي أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

((والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أوَلا أدلكم

على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم)).


3- إن جزاء الإحسان في الإسلام الإحسان :

قال الله تعالى : { هَل جَزَاءُ الإِحسَانِ إِلاَّ الإِحسَانَ } [ الرحمن : 60 ] ، أي: هل جزاء من

أحسن في عبادة الخالق ، ونفع عبيده ، إلا أن يحسن خالقه إليه بالثواب الجزيل ،

والفوز الكبير والنعيم والعيش السليم . قال محمد ابن علي (ابن الحنفية) - رحمه الله - في

تفسير هذه الآية : هي مسجلة للبَّرِّ والفاجر ، روى شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء ...)) الحديث.

وعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ما أكرم شابٌ شيخاً

لسنِّه إلا قيَّض الله له من يُكرمه عند سنِّه)) ، فهذا الحديث يبيِّن أن إحسان الشاب للشيخ

يكون سبباً لأن يقيِّض الله للشاب من يكرمه عند كبره ، ومن العلماء من قال : إن في هذا

الحديث دليل على إطالة عمر الشاب الذي يكرم المسنِّين .


4- المجتمع المسلم مجتمع متعاطف متكاتف متعاون :


لقد حضَّ الإسلام وحرص على أن يجعل المجتمع المسلم متآزراً متعاوناً يشد بعضه بعضاً ،

وذلك من خلال الحثَّ المتواصل لأفراده على خدمة بعضهم بعضاً ، وتفريج كرب إخوانهم

المسلمين ، وإدخال السرور على أنفسهم ، وكفّ ضيعتهم، ورتَّب على ذلك الأجر الجزيل ،

وعدَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال ، فعن أبي هريرة - رضي الله

عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل : أي العمل أفضل ؟ قال : ((أفضل العمل أن

تُدخل على أخيك المؤمن سروراً ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطعمه خبزاً)).

كما جعل عون الرجل لأخيه المسلم صدقة يتصدق بها عن نفسه في كل يوم ،

فعن ابن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

((في ابن آدم ستون وثلاثمائة سلامى أو عظم أو مفصل ، على كل واحد في كل يوم

صدقة، كل كلمة طيبة صدقة ، وعون الرجل أخاه صدقة ... )) الحديث .




وللحديث بقية :
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129