منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - كل مايتعلق بالسمنة وطرق الوقاية منها والسيطرة عليها ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-2004, 06:14 AM
  #2
شموخ
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 1,107
شموخ غير متصل  

تعريف السمنة :

ببساطة هي زيادة غير طبيعية في دهون الجسم قد تكون في جميع أجزاء الجسد أو في مواضع محددة فيه، وقد لاتعتبر خطر في حد ذاتها بل قد تكون عامل خطر رئيسي ومهم للعديد من الأمراض.

الأخطار المنسوبة للسمنة :

يمكن أن نعتبر السمنة مخزونا لكثير من الأمراض المزمنة وبعض الإضطرابات المرضية، فانها قد تزيد من خطر الموت المبكر خصوصا عندما تكون مصاحبة للداء السكري وارتفاع الكوليسترول في الدم أو لارتفاع ضغط الدم، والسمنة عامل خطر لحدوث تصلب الشرايين وبعض أنواع السرطان، كسرطان الثدي والبروستات، وارتفاع ضغط الدم والداء السكري وبعض الاضطرابات المعدية المعوية ومنها الحصاة الصفراوية، وفي دراسة في إيطاليا عن علاقة السمنة بالأمراض المزمنة تمت على أكثر من 72 ألف شخص تزيد أعمارهم عن 14سنة، وجد أنه كلما ازداد منسب كتلة الجسم ازداد احتمال الإصابة بالداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، واحتشاء حضلة القلب وأمراض القلب الأخرى، والتهاب القصبات(الشعب التنفسية)، وزيادة حدوث الربو، والتهابات الكبد والتهابات المفاصل. وقد كان الأشخاص الذين تساوي أو تعدي منسب كتلة الجسم عندهم 30كيلوغرام في المترمربع الأكثر عرضة للإصابات بهذه الأمراض.
وأوضحت دراسات أخرى أن السمنة في نصف الجسم الأعلى أي ارتفاع نسبة الخصر إلى الورك يصحبها ازدياد عوامل خطر الإصابة بمرض القلب الوعائي والذي غالبا مايصاحبه ارتفاع مستوى الدهن في الدم والداء السكري وارتفاع ضغط الدم، أما الدهن المفرط الموزع في الطرفين السفليين وفي الوركين وهو الأكثر شيوعا في الإناث فهو لايزيد من خطورة الإصابة بمرض القلب الوعائي.

أسباب السمنة :

1- قلة النشاط الجسدي :
إن قلة الحركة أو عدم ممارسة الرياضة يعتبر أحد الأسباب المهمة في تفشي السمنة بين المراهقين والبالغين، خاصة في المجتمعات الغنية أو المتوسطة، حيث لايقوم الشخص بأي نوع من النشاط الجسدي، وحيث تتوفر كل الوسائل الحديثة التي تساعد على الخمول وقلة الحركة كالسيارة، والجلوس وراء المكاتب وأما التلفزيون، ووجود الخادمة التي تقوم بكل الجهود الذي يجب أن تقوم به ربة الأسرة، وبالرغم من أن السمين ليس بالضرورة شخصا يتناول طعاما أكثر من الشخص السوي، إلا أنه غالبا مايكون ذا نشاط جسدي محدود أو معدوم، وبالتالي فإنه يخزن كمية أكبر من الطاقة في جسمه على شكل جهون نتيجة عدم تصريفها من خلال الحركة والرياضة اليومية.

2- الإفراط من تناول الطعام :
وهو الشراهة في تناول الطعام خصوصا لو صاحبه عامل قلة النشاط البدني، وخصوصا لو كان الطعام اللذي يتناوله مرتفع في نسبة الدهون والمواد النشوية، فهذه الأطعمة عامل مساعد على زيادة الوزن. ومن العوامل المهمة التي تؤثر على زيادة تناول الطعام مكان تناوله، فمثلا الذهاب إلى المطاعم وأماكن الوجبات السريعة والجو المحيط بها، سواء بالتقاء أفراد الأسرة بعضهم ببعض أو مع الأصدقاء، يساهم في استهلاك مقادير أكبر من الطعام، ولقد أصبح تناول الطعام خارج المنزل خاصة عند المراهقين سمة من سمات الحياة العصرية التي يعيشونها، وأصبحت تجارة الوجبات السريعة تجارة رابحة في جميع دول العالم.

3- الوراثة :
يعتقد الباحثين أن الوراثة المكتسبة هي العامل الأساسي للسمنة، حيث يولد الطفل في أسرة لها تفضيل خاص للطعام وتقوم بتحضير أطعمة دسمة وغنية بالكالوري، وبذلك يتعود الطفل على التلذذ وكثرة تناول الطعام. ولكن بعض الدراسات تقول أن هناك ارتباطا بين الوراثة والسمنة خاصة عندما يكون أحد الأبوين أو كلاهما سمينا.

4- تكرار الحمل والولادة :
إن خصوبة المرأة العربية بصفة عامة عالية، وهذا يعني كثرة الحمل والإنجاب، ومن الملاحظ أن المرأة الحامل في المجتمعات العربية تكتسب وزنا أضافيا كبيرا يفوق المتفق عليه أثناء الحمل، وذلك نتيجة قلة النشاط البدني وكثرة تناول الطعام، ونجد كذلك الأم المرضعة خصوصا في فترة النفاس تتناول أغذية خاصة عادة ماتكون غنية بالدهون بالإضافة إلى جلوسها وعدم حركتها في هذه الفترة مما يساعد وبشكل كبير في زيادة الوزن، كما أن انخفاض نسبة الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن طبيعيا ساعد على عدم التخلص من الدهون المتراكمة في الجسم، حيث أن الإرضاع الطبيعي يساهم في صرف الطاقة من الجسم، وكلما تكرر الحمل والولادة وعدم إرضاع الطفل وعدم القيام بنشاط بدني كلما تراكمت الدهون في جسم الأم محدثة سمنة قد تكون شديدة في بعض الأحيان.

5- العمر والجنس :
إن الطاقة المبذولة تقل كلما تقدم الشخص في السن، وقد يكون هذا هو السبب الرئيسي في زيادة الوزن مع تقدم السن، وليست الزيادة في تناول الطعام، أما بالنسبة للجنس فالمعروف أن الإناث لهن قدرة على تخزين الدهون أكثر من الذكور، وتدل معظم الدراسات البشرية على أن نسبة الدهن عند البنات والنساء أعلى منها عند الأولاد والرجال.

6- العوامل النفسية :
قد يكون أحد أسباب السمنة الإضطرابات النفسية، فالفشل في تحقيق الطموحات والإكتئاب أو المعاملة السيئة للأبناء من جانب الأسرة قد تدفع الشخص إلى الإقبال على الطعام بشكل كبير للهروب من هذه المتاعب، أو كنوع من التعويض لتحقيق الإشباع النفسي، ومن العوامل المهمة في الإصابة بالسمنة عند تلاميذ المدارس والمراهقين الفراغ والملل في الإجازات الصيفية، فعدم وجود برامج ترويحية واجتماعية لهؤلاء الشباب يدفعهم إلى الجلوس في المنزل ومشاهدة التلفزيون واللعب بالكمبيوتر، مما يقلل من حركتهم، وكثيرا مايقوم هؤلاء بتكرار تناول الأطعمة لتمضية الوقت. لذلك نلاحظ أن نسبة كبيرة من طلبة المدارس وبخاصة الفتيات يزداد وزنهم في العطلة الصيفية، ثم يبدأ الوزن بالنقصان مع الإنخراط في العمل المدرسي.

7- العوامل الإجتماعية :
يعتبر تناول الطعام أحد النشاطات الإجتماعية الممتعة لجميع الناس، وفي الوطن العربي ترتبط المناسبات الإجتماعية والدينية ارتباطا وثيقا بتناول الطعام، فهناك ولائم في الزواج والعزاء والأعياد وشهر الصيام وغيرها، وفي الحقيقة فإن الإسراف في تناول الطعام في هذه المناسبات وخاصة في شهر رمضان المبارك قد لعب دورا كبيرا في زيادة الوزن عند نسبة كبيرة من الناس، ويرجع ذلك إلى نوعية الطعام التي تقدم في هذا الشهر الكريم حيث تكون غنية بالدهون والمواد السكرية، وكذلك قلة الحركة والخمول، ويجب ألا يقع اللوم على شهر رمضان الكريم بل علىالتطبيق والممارسات الخاطئة. ومن الجوانب الإجتماعية المهمة المرتبطة بالسمنة في المجتمعات العربية التفضيل الذي يوليه الرجال للبنت أو المرأة المكتنزة أي المليئة مما يشجع المرأة على زيادة وزنها، وقد يعترض البعض منكم على أن التوجه الجديد لهذا الجيل هو المرأة الرشيقة القوام، ولكن مازالت الشواهد تبين أن السمنة البسيطة مازالت مطلوبة، وتشير عدة تقارير أن المجتمع العربي مازال يفضل هذا التركيب الجسمي للمرأة.

8- عوامل فيسيولوجية :
هناك بعض الإضطرابات الفيسيولوجية والهرمونية التي قد تؤدي إلى حدوث السمنة، ومثال ذلك اضطراب الغدة الدرقية، ولكن هذه الحالات عادة ماتكون نادرة أو قليلة ولا يمكن اعتبارها سببا مهما في الإصابة بالسمنة.

يتبــــــــــــــع