بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : القصة التي سمعناها تتكرر كثيرا
لا تخلو أسرة مهما كانت سعيدة من المشاكل ، وغالباً ما تتكرر نفس المشكلة عند الكثير من الأسر
و المشاكل هي التي تعطي للحياة طعما وروعة خصوصا إذا خرج منها الإنسان منتصرا ، يشعر بالفخر
وحل المشكلات ومواجهتها تزيد الإنسان قوة وصلابة
لكن هناك سببا رئيسياً يجعل بعض الأسر أو بعض الناس عنده القدرة على مواجهة الكثير من المشاكل
والتغلب عليها بسبب قربه وقرب العائلة من الله فالاستقامة على دين الله تعطي الأنسان قوة يواجه بها
جميع المشاكل وليس فقط المشاكل الزوجية فقراءة القرآن والمحافظة على الأذكار تبعد الشيطان الذي
هو سبب اغلب المشاكل إن لم يكن كلها .
فليتفكر كل من لديه مشكلة مدى استقامته على دين الله وليبادر بالاستغفار والتوبة والطاعة.
ثانيا : ذكرت أن الزوجة فيها مواصفات جيدة لكن فيها بعض العيوب
وهذه العيوب أو غيرها ستجدها في بنت العشرين أو في بنت الثلاثين أو أي زوجة أخرى .
وأنت كذلك هل تخلو من العيوب .
المشكلة ممكن تحل في كلمتين : الرضا والبعد عن المقارنة
أنت بدأت تقارن بينها وبين النساء في الفضائيات والمجلات وهذا متوقع ، بعض فترة طويلة أو قصيرة .
والمقارنة لا بد أن ينتج عنها مشاكل،
، نحن بشر ، أولا : ابتعد عن المقارنة تسلم ، وعليك بالنصائح التالية
:
ثانيا : لا بد من الصبر والقناعة والرضا ، وإذا لم تصبر فلن تصبر على أي زوجة أخرى في المستقبل.
ثالثا : ارض بما قسم الله لك كما في الحديث الصحيح : يا ابن آدم ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس
واستبعد فكرة الطلاق الآن أو التعدد إلا إذا توفرت بعض الشروط سأذكرها بعد قليل ( سابعا)،
لأن المشكلة يمكن حلها بعدة وسائل
وتذكر قوله تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)
رابعا : انظروا لأصحاب المصائب والمشكلات ستهون وتصغر عليكم مصيبتكم
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( انظروا إلى من هو أسفل منكم ،
ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، ذلك أجدر ألا تذدروا نعمة الله عليكم )
خامسا : اطلب ممن يؤثر على الزوجة أن ينصحها برفق ولين ، أو قدم لها بعض الكتب أو الأشرطة
التي تعلم الزوجة الأمور التي تنقصها ،
سادسا : عدم الظلم وأنت كذلك تحتاج للتعرف على كيف يحسن الزوج التعامل مع زوجته ،
ولا يظلمها و إن قصرت ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر"
ارجع لمقال منشور هنا تحت عنوان لابن الأصول فهو مفيد لمثل حالتك
خذ نصيحة أخ مجرب في حل مشاكل أكثر من أسرة
سابعا : السؤال المهم
التعدد : قبل أن تقدم عليه اقرأ هذه النصائح وقس نفسك عليها
أنا أريد أن تقرأ كلامي بتمهل
المسلم يؤمن بمباديء الإسلام دون نقاش ، لكن إذا كان أهل
العلم وضعوا شروطا مستمدة من القرآن الكريم ، فسوف نضيف إليها التجارب الشخصية
ولنتذكر أولا الشرط المهم، وهو العدل أي : العدل فيما تملك،
وأيضا القدرة الصحية و المالية مطلوبة .
وأهم شيء يا أخي وبحسب التجربة لعدد من المعددين السابقينأو النادمين السابقين:
أرجو منك أو ممن يريد أن يجرب الزواج ويعدد أن تجب عن هذه الأسئلة
1) هل عندك حنان زائد ، أو عاطفة جياشة.
2) هل لديك القدرة على ضبط النفس و الحلم والصبر.
3) لا تقل عندي شهوة جنسية قوية وزوجتي لا تشبعني فقط ,
الأمر أكبر من ذلك.، ويحتاج إلى ملكات عديدة نفسية واجتماعية.
4) هل عنك القدرة على الإقناع لتقنع الآخرين بقوة حجتك.
5) هل عندك القدرة على عقد المقارنات والموازنات بين المصالح المتوقعة والمفاسد.
وأنقل لك رأي الفقهاء : وهو باختصار : الأصل اكتفاء الرجل بواحدة , ليس في التعدد.
وعند بعض المفسرين الأصل هو التعدد بضوابط وشروط صعبة ذكرت بعضا منها.
أنبه أولا أنني لا أزكي نفسي في مقدمة كلامي ولكن لألفت الانتباه
والحمد لله أنا متزوج منذ عشرين سنة ، واشترطت على الأخت التي تقبلني زوجا لها
أن تقبل بالتعدد، ولا تقتنع بالأفكار الرائجة المصاحبة للغزو الفكري
الذي يهدف تدمير الأسر المسلمة ، والمجتمعات المسلمة ويشيع الحرام بدلا من
التعدد، وللأسف هذه الظاهرة أي رفض التعدد منتشرة في مجتمعاتنا الإسلامية
بصورة متفاوتة ففي مصر بنسبة أكبر ، وفي دول الخليج تقريبا والشام أقل.
إضافة إلى أنني بعد دراسة الموضوع مع أصحاب التجارب و قبل ذلك
في الكليات الشرعية ، وفي بعض الأبحاث بالدراسات العليا خرجت بهذه النتيجة
التي وضعتها في الأسئلة.
والأمر الأخير أو السؤال الذي يحتاج إلى توضيح
هل الأفضل التعدد لمن ملك المؤهلات السابقة أم الاكتفاء بواحدة والتفرغ لأمور دعوية
أو أنشطة خيرية ؟
وكذلك هل الأفضل التعدد والإكثار من الأولاد وتركهم في أحضان الخادمات ؟
أم الاكتفاء بواحدة وبتخفيف المسؤليات حتى يحسن الأب تربية الأبناء وهو الراعي
والمسؤول الأول عنهم .
وأخيرا لا تظلم زوجتك ، لأنك في النهاية أنت ظالم لنفسك إن لم ترض وتصبر
وجزاكم الله خيرا والله تعالى أعلم أخوكم المحب الناصح أبو همام
والله تعالى أعلم
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/
size]،
أخوكم المحب الناصح همام hamam129