منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - وأخيرا قدت السيارة .....
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-02-2004, 04:48 AM
  #2
شموخ
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 1,107
شموخ غير متصل  

وبعد ستة أشهر..

‏صار الشعور .. ‏هو الفتور..

‏وبدأت أشعر بالمرارة..

‏زوجي رمى بكل المسئولية علي..

‏أرجع السائق إلى بلاده..

‏تحملت أعباء البيت بكل مافيه..

‏حتى خبزه... ‏وفاكهته.. ‏وخضاره..

‏وإذا مرضت.. ‏ذهبت بنفسي أترنح نحوالعيادة..

‏بل حتى وأنا حامل.. ‏وأعاني من آلآم الولادة..

‏وكم مرة ذهبت بطفلي وحدي..

‏أحمله مع المفاتيح والشنطة.. ‏واللبادة..

‏وبينما كنت خارج البيت..

‏أخبرني زوجي أن ابني مريض..‏فيه حرارة..

‏طمأنته بأنني سأعود بسرعة..

‏خوفاً من غضبه .. ‏وشجاره..

‏لم يكن يعجبني زوجي.. ‏فأنا لا يعجبني الرجل..

‏الذي يهمل بيته.. ‏وكثيرة أسفاره..

‏وكنت أخشى النقاش معه..

‏لأنه دائماً يذكرني.. ‏بأنني أكثر من شجعه على التجارة..

‏في هذه الأثناء.. ‏لحقتني أكثر من سيارة..

‏قطعت الإشارة..!!

‏سيارتي تسرع بلا هواده..

‏حتى حاصروني في .. ‏حارة..

‏وترجل كل منهم من السيارة..

‏أحدهم يجبرني أن آخذ رقم هاتفه..

‏والاخر يفتح باب سيارتي.. ‏بكل جرأة وجسارة!!

‏ما هذه المصيبة!!

‏توسلت إليهم أن يتركوني..

‏لأعود لإبني..

‏كل واحد منهم.. ‏قرّ قراره..

‏حينما وعدته أن أهاتفه..

‏وبالكاد رجعت للمنزل..

‏بعد ساعتين من المطاردات..

‏وتشتيت الجيوش الجرارة..

‏دخلت البيت..

‏صرخ في وجهي..

- ‏لماذا تأخرتِ؟؟ ولم تحضري خبز الصباح؟؟ ألم أقل لكِ أن الولد مريض؟؟ أين خافض الحرارة؟؟
- ‏نسيت... ‏وأنت لماذا لم تحضره بنفسك؟؟ ألست والده؟؟- ‏إذا ذهبت أنا يا صاحبة الفخامة ..‏من سيبقى إلى جواره؟؟

خفت من غضبه واعتذرت
.. ‏وظل يمارس عادة اللوم...

‏نظر إلي بحقارة..

- ‏رائحتكِ بنزين.. ‏تخترق أنفي..‏بدلاً من رائحة الياسمين
- ‏طبعاً التعطر لايجوز..‏حتى لا يجد من رائحتي الرجال- ‏وأين الملابس الأنيقة؟؟ لم أعد أشاهد إلا الفضفاضة.. ‏وأحذية الرجال!! ‏وأين البهاء؟؟ وأين النضارة؟؟- ‏ضروريات الحجاب.. ‏والراحة- ‏وأين التزين؟؟ والعقد والخاتم.. ‏والإسوارة؟؟- ‏هل تريدني أن أتبرج؟؟ أبشر من الغد- ‏طبعاً سيحدث هذا.. ‏أنا لا أشك لحظة.. ‏فلقد وعدتني

من قبل ألا تخلعي العباءة
..!!

‏وشيئاً فشيئاً ستخلعين كل شىء!!

- ‏لا لن يحدث ذلك.. ‏لاتقل هذا الكلام..‏لست فاسقة..

‏أنا في منتهى العفة والطهارة..

- ‏أنا لا أتهمكِ..‏ولا أشك فيكِ.. ‏لكن كثيرات قلن مثلكِ.. ‏وانخرطن يطبقن أهم سنن الحياة..

‏سنة التطور المتدهور.. ‏تطورٌ نحو الأسفل..‏قاسٍ في إنحداره..

‏كل شىء يا عزيزتي.. ‏حتى الشر.. ‏يعيش أطواره..

‏قانون التغير..‏هو القانون الوحيد.. ‏الذي لم يتغير..

‏ينفذه الناس بجداره..

‏حبيبتي... ‏بما أنني أنا الرجل سأذهب بالولد إلى الطبيب..

‏وليمارس كلٌ منّا أدواره..

‏اصنعي لي طبقاً من يديكِ.. ‏أي شىء..‏ما رأيكِ بكبسة الأرز الحارة؟؟


صرخت
..

- ‏الآن؟؟!! .. ‏مستحيل!!.. ‏سأنام .. ‏فغداً عندي عمل.. ‏فأنا متعبة جداً.. ‏ومنهارة..

‏تشاجرنا..‏حتى طلبت منه الطلاق..

‏وبصمت... ‏طلقني..

‏في تلك اللحظات.. ‏انهرت.. ‏سالت دموعي مدرارة..

‏خرج غاضباً.. ‏وعاد وأنا أبكي.. ‏أشفق علي..

‏ويبدو أنه ندم .. ‏ولأول مرة..‏أشعر .. ‏بلطفه..

‏أتراها لحظات الفقد الغدارة؟!..

- ‏أنتي من استفزني.. ‏لقد افتقدتكِ حقاً..

‏الرجل يحب في زوجته.. ‏الدفء.. ‏والحنان.. ‏والزينة.. ‏والجمال..

‏وحينما يأتي منهكاً.. ‏تتلقاه بإبتسامة.. ‏وتقابله بحرارة..

‏تنزع عنه ثياب العمل.. ‏وتعد عشاءه.. ‏وفي الصبح تجهز إفطاره..

* * *
يتبــــــــــــع