عزيزتي جناين البرتقال

بطبيعة الحال عليكِ أولاً أن تتأكدي من عدم وجود سبب عضوي للبكاء .. وهذه مهمة الطبيب طبعاً.

بصراحة ربما يكون أسلوبي مع ابني غير مقبول لدى كثيرين .. ولكنني كنت ولا زلت أرفض أن أكون رهينة لبكاء الطفل.

وكوني أماً جديدة فقد ارتكبت بعض الأخطاء التي أرهقتني وأتعبتني كما أرهقت ابني كذلك إلا أنني بعد بعض الخطوات والتجارب والكثير من الحزم والصبر توصلت إلى الحلول التي تريحني وتريح طفلي في نفس الوقت .. صحيح كانت هناك بعض المقاومة والاعتراض من طفلي إلا أنه استجاب لي أخيراً ولله الحمد

أولاً لم أكن أحمل طفلي كثيراً .. وتحديداً لم أكن أهب إليه بمجرد أن يبكي .. ولكن كنت أذهب وأحمله بعد بضع ثوانٍ حتى لا يعتاد على الاستجابة الفورية بمجرد بدئه بالبكاء.
وعندما اقترب ابني من عمر السنة أصبح يستيقظ بعد منتصف الليل حتى ينام بقربي ـ وهذا من الأخطاء الكبيرة والمتعبة التي تدفعنا إليها غـريزة الأمومة والتي تجعلنا ندفع الثمن من صحتنا وساعات نومنا ـ وعندما بدأت أرفض انتقاله إلى سريري كان يملأ الدنيا بكاءً فطبقت معه سياسة التجاهل التام لبكائه لمدة ثلاثة أيام متتالية حتى فقد الأمل وعاد ينام كما يجب في سريره دون أن يستيقظ أبداً

الأمر الثاني كنت أحدد له مواعيد الرضاعة .. في شهوره الأولى كل ساعتين .. ثم كل ثلاث ساعات ثم كل أربع ساعات ... وهكذا .... صحيح أن الأطباء ومعظم من حولي كانوا ضد هذا الإجراء .. فالعادة أن نرضع الطفل كلما بكى!!!!! .. ولكنني بصراحة كنت ضد هذه العادة .. والحمد لله أن طريقتي نجحت مع ابني بحيث لم يكن يبكي إلا عند اقتراب موعد وجبة الحليب.

الأمر الثالث لم أكن أرضعه الحليب بعد موعد نومه .. يعني مثلاً آخر وجبة حليب تكون عند العاشرة وبعدها إن استيقظ بعد منتصف الليل أو قبل الفجر أعطيه ينسون فقط .. وهذه كانت نصيحة إحدى صديقاتي حتى لا يعتاد الطفل على الاستيقاظ ليلاً.

الأمر الرابع هو تحديد موعد نومه في المساء .. بمعنى أن ينام في وقت محدد ومعين كل مساء .. وأعتقد أن هذا التحديد ساهم في تنظيم نوم ابني الآن بحيث أصبحت أعرف متى يحتاج للنوم أو القيلولة كل يوم .. وبحيث أصبح ينام طوال الليل ويستيقظ في الصباح بشكل عادي .. وقد كنت أؤخر موعد نومه عندما كان في شهوره الأولى بسبب الرضاعة فليس من المعقول أن يظل دون حليب طوال ساعات المساء وحتى الصباح .. أما بعد أن بدأ يأكل وقل اعتماده على الحليب فقد أصبح موعد النوم هو الساعة الثامنة أو الثامنة والنصف .. أما بالنسبة للقيلولة فهي تعتمد على عمر الطفل .. يعني مثلاً في شهوره الأولى كان ينام أكثر من مرة خلال ساعات النهار .. تقريباً كل ساعتين أو ثلاث ساعات على الأكثر .. وعندما اقترب من عمر السنة أصبح ينام مرتين خلال النهار .. أما الآن فهو ينام مرة واحدة عند الظهيرة.


أخيراً .. رغم كل الخطوات والتكتيكات الي أتبعها مع ابني فلابد من وجود بعض لحظات التمرد واستدرار العطف .. ولكن بناءً على تجربتي القصيرة والمتواضعة أعتقد أن الحزم ضروري في بعض الأمور التي لا يجب التراجع عنها .. فالحقيقة أن دلع الأمهات ورقة قلوبهن الزائدة عن اللزوم هما السببان فيما يعانينه من إرهاق وتعب مع أطفالهن.


تحياتي.

__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.