المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوفية لوالديها

حبيبة الفهد
أختي العزيزة
أحب اشاركك همك
حيث أنا اعاني مثلك .. باستثناء المشاكل مع الأهل حيث علاقتنا جيدة
لكن الشيء الذي يقلقني مثلك
هو أننا ليس لنا استقرار
يعني استقرارنا يعتمد على فرص العمل
و انا اشعر نفسي مكلفة و مرتبطة بأهلي ارتباطا قويا
و لا أريد ابتعد عنهم
و هم على العكس
لا يريدونني أن أكون رهينة الظروف

وأنا على العكس أحيانا تجيني أفكار أن أهلي أنانيين بعدم تشجيعهم لي أن أحقق ما أريد لكنها الظروف وفي نفس الوقت أستصعب البعد عنهم حتى لو وافقوا لي ... أترين كيف هو قوي هذا الصراع!


لكني لا أقدر لا سيما أنني لا أريد أن افقدهم و أبتعد عنهم
و هم يكبرون في السن

نفس إحساسي كبرهم في السن يؤثر في نفسي ويجعلني أتراجع عندما أخلو وأفكر في حالهم

حتى الزواج أمر مستعصي بسبب ظروف الأهل

نفس الشيء فنحن مبتعدين عن الأهل وليس لنا معارف أو أصدقاء كثير هنا وحدثت مناسبات لصديقاتي ولم أستطع الحضور لبعدي وعندما أفكر أقول لو كنت حضرت إحدى هذه المناسبات كان ممكن أن أكون متزوجة الآن فالمناسبات قد تكون سبب لخطبة ومن ثم زواج لكنها الظروف
أيضا بم أننا نتكلم عن الزواج فأهلي للغرابة لا يردون على الأرقام الغريبة مما يثير غضبي وأقول قد يكون الرقم لأحد طالبي القرب ولكني لا أتكلم ولا أظهر غضبي


يعني باختصار أنا أقترح ان تواجهي أهلك و بطريقة جميلة لينة
و تشرحي لهم الاسباب التي تجعلك تريدين البقاء في بلدك
و أحد اسبابها سبب مشروع
(تريدين الاستقرار و الزواج)
و لا أظنهم سيرفضون او يعترضون

صعب يا أختي أن أفصح لهم عن أني أريد الزواج أظن أنهم فاهمين معنى كلامي برغبتي في الاستقرار
أنا أقول أريد أن أستقر في بلدي (أعمل أدرس أي شيء) وأكيد هم يفطنون أني بكلامي أقصد الزواج وليس العمل بشكل أساسي ولكنها شماعة العمل التي أريد الاستقرار بها لأن مابيدهم حيلة في زواجي لأني الفتاة التي تُطَلب يدها وليست التي تَطلب


مع العلم ان معاملتك الحسنة و برك بهم يمكن ان يكون حتى لو كنت في غير بلد
( رغم أنني لو كنت كانك لما ابتعدت عن أهلي)
لكن لكل انسان ظروف و نفسية تختلف عن الاخر
و على اساسها يتم بناء القرار

عندما أكون بعيدة عنهم (وقد حدثت من سنين) أشتاق لهم أكثر وأحس بفيض مشاعر تجاههم عكس عندما يكونوا بالقرب وتكثر الخلافات ولكن المشكلة الآن في كبرهم ورغبتي عدم الابتعاد عنهم وفي نفس الوقت رغبتي في الرجوع لبلدي والاستقرار وتحقيق ذاتي فأنا أريدهم أن يكونوا معي ولكنهم لا يرغبون في الرجوع ولو كانت عندهم الرغبة في الرجوع للبلد ماكانت ستصبح هناك مشكلة



و أما عن افتعال المشاكل مع أهلك و زعلك الدوري معهم
فأقول لك أختاه
و قلبي لا يطاوعني لأقولها
لكني سأقولها لأنني متأكدة أنها ستحرك شيئا في قلبك
يا أختاه كلما شاهدت أبي و أمي في الصور
(حيث أنني حاليا مغتربة للدراسة)
أشعر بقلبي يبكي و اقول اللهم احفظ لي امي و أبي

اللهم آمين


يالغالية
هل سيعيش أهلينا بقدر ما عاشوا

هذا ما يجعلني أعيد حساباتي وأكتب لكم مشكلتي فأنا سأمت هذا الوضع وأريد أن أتغير بمساعدتكم


يا حبيبة ..
هؤلاء .. و خاصة الأم و الأب
شيء لا يعوض
شيء لا يقدر بثمن
يالغالية .. تخيلي لا قدر الله أن أحدهم أغمي عليه
و أصبحت حياته في خطر
فماذا عساك يمكن ان تفعلي وقتها لو أخذ الله تعالى امانته
يالغالية ..
ربما أفضل شيء يمكن ان يوقظ قلوبنا هو التفكير بالموت
حيث يمكن ان نرحل نحن
او قد يكونوا هم الراحلون
و في كلاهما فراق
فلا تفارقيهم في الدنيا و هم بين يديك

اللهم اجعل يومي قبلهم .. كثيرا ما أتخيل هذا الموقف وأبكي أبكي كثيرا فكيف تهنى الحياة لي بعدهم
صحيح الدنيا متاع الغرور
يغتر على النعم التي أنعم الله عليه بها ولكنه عند فقدها يندم على مافات
لا أظن أن هناك منبها لي أكثر من تذكر الموت ... كفى بالموت واعظا


و اسمحي لي ثرثرتي
لكنه كلام خرج من القلب و أتمنى أن يصل لقلبك

أبدا أختي بالعكس فهذا هو ما أحتاجه كلامكم لي ونصائحكم الثمينة
ووصل إلى قلبي ولمسه جيدا لا تخافي


و الله يحفظك و يحفظ أهلك جميعا