وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته

أختي الكريمة..

يحدث لي بالضبط ما يحدث لصديقاتك معك..

فصديقتي التي أعتبرتها الصديقة المقربة و التي أمضيت معها من العمر 12 عاما تفعل مثل ما تفعلين..

فهي فجأة تغيب لفترات طويلة دون أن أتمكن من الوصول إليها أو التواصل معها..

لا عن طريق الهاتف ولا عن طريق البريد الالكتروني ولا غيرهما..

في بداية الأمر غابت لمدة شهرين تقريبا..

افتقدتها فيهما كثيرا وقد كنت أحاول الإطمئنان عليها عن طريق أخواتها..

ثم عادت من جديد كأن شيئا لم يكن وأنا قد رحّبت بذلك..

وبعدها غابت مرة أخرى لشهر أو اثنين لا أذكر المهم أنه تكرر ماحدث مسبقا..

اشتقت إليها و افتقدتها وحاولت مجددا أن أجعل تواصلي مع أسرتها للإطمئنان عليها..

وتكرر الأمر بعد ذلك مرات أخرى...

تواصل و استمتاع و سرور و بهجة و من ثم انقطاع و اختفاء مفاجئ لا أعلم أسبابه إلا بعد ان تنتهي فترة الغياب..

وبعد كل انقطاع و غياب أجد مشاعر الاشتياق في داخلي بدأت تخف و تقل..

فأصبحت فترات سؤالي عنها متباعدة وما ذلك إلا لاعتيادي على ابتعادها بين الحين و الحين..

وهاهي الآن قد ابتعدت منذ ما يقارب الثلاثة أشهر ولكنني و بصراحة لا أشعر بذلك الاشتياق الكبير نحوها..

وما عدت أحاول التواصل مع أخواتها للإطمئنان عليها..

نعم افتقدها أحيانا ولكن أصبح ابتعادها أمرا عاديا بالنسبة لي..

بل ووجدت أخوات و صديقات غيرها يملأن الفراغ الذي تتركه كلما غابت...

صديقات يشاركنني أفراحي في وقتها ويرفعن من معنوياتي إن تعرضت لما يحبطني..

نعم مازلت أحبها كما كنت في السابق بالضبط...

ولكنني ببساطة اعتدت على ابتعادها ووجدت صديقات غيرها..


أختي الفاضلة..

قد سردت لك تجربتي لتعلمي أن صديقاتك أيضا يحتجن لاجتهادك و مبادرتك..

وإن لم تفعلي و طلبتي منهن فقط التماس العذر لك فصدقيني مع مرور الأيام سيصبح ابتعادك أمرا عاديا..

وستكتشفين مع مرور الوقت بأن من كان يسأل عنك و يشتاق إليك بالأمس لم يعد متعلقا بك كما في السابق..

الصداقة أخذ و عطاء..ولابد من التوازن..

فكم من المؤلم أن تكون صديقاتك حولك حين تحتاجينهن ولا يجدونك إن احتجن لذلك..

واعلمي..

بأن صديقاتك مع الأيام قد يجدن غيرك ليوطّدن علاقتهن به و تزداد صداقتهن به صلابة و متانة..

إلا أنك إن لم تغيري هذا الطبع...قد تكونين صداقات كثيرة ولكن اسألي نفسك...هل سيبقى منهم أحد؟!

عزيزتي..

ليس من الخطأ أن نبتعد ولكن لكل شيء حدود يجب أن لا نتجاوزها..

فإن تجاوزناها فلا يلام على عواقب ذلك أحد سوانا...

،،

،،

هذا واستميحك عذرا على الإطالة..

والله الموفق