منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - إلى المتمنعة من زوجها (الاجزاء كاملة )
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2007, 10:41 AM
  #16
علي العلي911
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 440
علي العلي911 غير متصل  
الجزء الرابع من كتاب ( إلى المتمنعة من زوجها ) :
والكسل سبب أيضاً :
لعلك ، أختي الزوجة، توافقينني على أن من ضمن أسباب انصراف بعض الزوجات عن تلبية أزواجهن... الكسل، أجل الكسل ! وبخاصة الزوجات المحافظات على الصلاة. فهن يعلمن أن المعاشرة تحدث الجنابة، والجنابة توجب الغسل . هؤلاء الزوجات إذن، يأبين على أزواجهن؛ لأنهن يحملن هم الاغتسال المتكرر، إذ لا يستطعن تأجيله-أي الاغتسال- حتى لا تفوتهن صلاة من الصلوات الخمس، وإحساسهن بأنهن ملزمات بالاغتسال بعيد المعاشرة يشعرهن بهذا الهم.. المثير بدوره للشعور بالكسل . لكن الزوجة من هؤلاء؛ لو تأملت وتدبرت، لوجدت في هذا عاملاً حاثاً على النظافة الدائمة، فلو تركت المرأة لنفسها؛ فقد لا تتعجل الاستحمام وتتأخر فيه؛ انشغالاً بأمور البيت والأولاد، أو إحساسها بأن هذه الحاجة ليست ملحة عندها لهذا الاستحمام . ولعل الأخت الزوجة تذكر ضيقها النفسي حين تتأخر في استحمامها، ثم شعورها بالراحة بعد الاستحمام. فالمقارنة بين هذين الشعورين يجعلها تدرك كيف أن هذا الإلزام لها بالاغتسال معين لها على طرد الكسل، ومحاربته، والتغلب عليه ولا شك في أن هذا ليس قاصراً على الزوجة، إنما هو يشمل الزوج أيضاً؛ فالتزامه بالاغتسال بعيد المعاشرة يجعله دائم النظافة . وهي مناسبة لنشير إلى تميز المسلمين بهذه النظافة، فلا أحسب أن هناك عقيدة تلزم معتنقيها بالاغتسال من الجنابة . فلتطرد الزوجة هذا الكسل من نفسها؛ ولتجعل من ضمن إيجابيات استجابتها لزوجها، هذا القهر للإحساس بالكسل ، وهذا القطع لدابر التأجيل للاستحمام، مستعيذة بالله من الشيطان الرجيم، مستعينة به سبحانه على هذا التأجيل، وذاك الكسل، وذلك العجز . ولعل في هذا الدعاء الذي علمنا إياه الرسول صلى الله عليه وسلم مساعداً للمرأة على الاستعاذة المستمرة من العجز والكسل : " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والفقر، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " .
حتى لا تأخذه امرأة أخرى :
أختي الزوجة.. لعل أشد خبر تتلقينه هو أن زوجك يخونك مع امرأة أخرى. ولا شك في هذا الخبر سيملأ نفسك غيظاً وحنقاً من زوجك، وضيقاً وغضباً عليه. وقد تثور في نفسك مشاعر الكراهية، وربما الحقد عليه .
وقد لا ألومك على هذا، وألتمس لك العذر فيه، فالخيانة أمر عظيم، يأباها الإسلام، وتأباها الفطرة السوية، وهي تشعر الزوجة بالمرارة، والحزن، والأسى.. وقد وجدت زوجها يقابل وفاءها بالخيانة .
وإذا كان زوجك مسلماً متديناً ملتزماً فلن يقدم على خيانتك بعون الله، ولكنه قد يتزوج عليك بامرأة أخرى، وهذا أيضاً يضايق كثيرات من الزوجات ويؤلمهن ويشعرهن أيضاً بالمرارة والحزن والأسى .
ولكن، هل فكرت عزيزتي الزوجة وتساءلت: لماذا يخونك زوجك أو يتزوج عليك بامرأة أخرى ؟
إن في مقدمة الأسباب، وأقواها، عدم إروائك زوجك جنسياً، ورفضك المتكرر دعوته لك إلى معاشرته . تقول كارول بوتوين مؤلفة كتاب "رجال ليس بوسعهم أن يكونوا مخلصين "(وهو من أكثر الكتب مبيعاً في أميركا) تقول ناصحة الزوجة التي تخشى خيانة زوجها لها: "لتكن حياتكما الجنسية مفعمة بالحيوية، فالأزواج يعلقون أهمية كبرى على الحياة الجنسية، فإذا ما وجد زوجك القناعة في هذه الناحية.. فمن غير المحتمل أن يبحث عن امرأة أخرى" . أرجو أن تعيدي قراءة عبارتها الأخيرة: "فإذا ما وجد زوجك القناعة في هذه الناحية.. فمن غير المحتمل أن يبحث عن امرأة أخرى". إن الجنس هو الدافع الأساسي لزواج الشاب العازب، وهو الدافع الأساسي لخيانة المتزوج غير المتمسك بالدين والخلق، وهو الأساس لزواج الزوج المتدين من امرأة أخرى . فإذا رغبت في أن يبقى زوجك لك وحدك، ولا ينصرف إلى غيرك، فاعملي بهذه النصيحة، لا بل أطيعي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يأمر الزوجة بأن لا تأبى على زوجها كلما دعاها إلى فراشه، فطاعتك هذه هي حماية لك من امرأة أخرى تشاركك في زوجك في الحلال أو في الحرام .
نار صدره أخطر من نار التنور! :
من الزوجات من لا تمتنع من زوجها بإعلان رفضها دعوته لها إلى المعاشرة إنما بطلب تأجيل ذلك إلى ما بعد ! و"ما بعد" هذه أسبابها عند الزوجات كثيرة ومختلفة؛ فقد تكون الزوجة في المطبخ حيث تنتظرها صحون وطناجر تحتاج إلى جليها. وقد تكون مشغولة بكي الثياب فتطلب من زوجها أن ينتظرها حتى تنتهي كي ثياب لا يدري كيف تجمعت حتى صارت مثل جبل صغير. وقد تكون متذرعة بإعداد خضار لطبخة تريد طهوها في اليوم التالي... ولم يكفها الوقت الطويل في نهار اليوم التالي فأرادت استغلال هذا الوقت في آخر الليل . وإذا كانت هذه الأعذار مرتبطة بعمل البيت، وليس فيها قبح ظاهر؛ فإن أعذاراً أخرى ظاهرة القبح ؟ وذلك كأن تطلب من زوجها أن ينتظرها حتى تنهي مشاهدة حلقة المسلسل التلفزيوني الذي تتابعه كل يوم ! أو حتى تهي قراءة رواية تعلقت بها ولا تريد أن تتركها حتى تنهيها ! وهكذا.. تكثر الأعذار التي تؤجل بها الزوجة تلبية دعوة زوجها وهي تؤمل أن يسأم الانتظار فيعدل عن رغبته ويصرفها عنه... أو يغلبه النعاس فينام.. وتنام رغبته معه . الرسول الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وسلم، أبطل هذه الأعذار وما شابهها، ورفض عذر الزوجة غير المقبول، لتأجيل تلبية دعوة زوجها فراشه، وذلك في هذا الحديث النبوي الصحيح: "إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور" رواه البخاري ومسلم والترمذي .
لقد سد النبي صلى الله عليه وسلم الباب أمام كثير مما تعتذر له المرأة لتأجيل تلبية زوجها إلى "ما بعد" !
"وإن كانت على التنور". والتنور هو الفرن الذي تخبز فيه المرأة الخبز وغيره . وهي صورة قوية التعبير لحال يصعب فيها على المرأة ترك عملها لتلبية حاجة زوجها . فالعجين إذا تأخر خبزه زاد تخمره، وقد لا يكون صالحاً بعد ذلك. وترك الخبز في التنور سيحرقه. والنار في التنور إذا تركت بعد أن أشعلت ستخمد وتنطفئ. كل هذا يعني أن التوقف عن عملية الخبز غير مفضل، ويحسن أن لا ينصرف عنه أو يؤجله من يقوم به .
ومع هذا فالنبي العظيم يأمر الزوجة أن توقف هذا كله لتلبية أمر أهم وأخطر: "حاجة زوجها". "حاجة" قد لا يصبر على تأجيلها كما قد يصبر على تأخير حاجة أخرى، مثل الجوع الذي يلبيه ذاك الخبز الذي يخبز، أو الطعام الذي يطهى، في التنور . لتنتظر هذه النار التي في "التنور"، فهي نار محصورة فيه، ولن يصل شررها إلى الخارج إن تركت قليلاً.. لكن النار التي في صدر هذا الزوج قد تخرجه إلى فعل محرم هو الزنا.. وعلى أقل تقدير.. تفقده هدوءه وصبره وحلمه.. فيضرب طفله.. أو يثور على زوجته.. أو.. أو.. . عزيزتي الزوجة تأكدي أن سرعة تلبيتك زوجك تورثك محبته، وتكسبك مودته، ويقدر لك هذا ولا ينساه... أما إن تعللت، وأجلت، فإنه سيضيق بك، وتثور في نفسه كراهية لك، ويشتعل فيه شيء من الغضب الذي سيصبه عليك، إن لم يكن الآن، ففي وقت لاحق. وضعي في ذهنك أن استجابتك لزوجك، من غير تأجيل، طاعة لله ورسوله، ومن ثم فإن فيها أجراً لك .