السلام عليكم أختي الكريمة
أنتما في شقاق الآن ، والله سبحانه و تعالى يقول :
( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله و حكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق
الله بينهما ) .
جربي أختي الكريمة هذه السنة المهجورة و ستأتي بخير إن شاء الله .
ما دام أبوك مطلع على الحال فاتصلي به و قولي له : يا أبت ـ اريدك انت و أحد من
أهل زوجي حكمين بيننا ، ثم إذا تحاكمتما ليبد كل منكما ما يشتكيه من الآخر و تحل الأمور
إن شاء الله .
من قراءتي لمشكلتك حفظك الله أرى أن الأمور يمكن حلها ، و أفهم من عباراتك أن زوجك
بحاجة إلى رجل مثله يقارعه و يفهمه ما عليه ، بعض الرجال يا أختي الكريمة لا يصلحه
إلا رجل مثله و لا يوقفه عند حده إلا رجل مثله و لا يفتح عينيه على ما عليه من الواجبات
إلا رجل مثله ، كل ذلك بتبيين الحق و تذكيره به بلسان حاد نوع ما ، و عسى أن تكون
تلك القوة في الحق عند أبيك أو عند أحد أقاربه الذي سيجلس طرفا آخر في الحكم.
أختي الكريمة :
أعرف امرأة حق المعرفة كانت تشتكي من زوجها شكيا عظيمة جدا ، زوجها لا يعمل ،
زوجها سكير ، زوجها من أهل المخدر ، زوجها من أهل العود و الطرب ، زوجها لا يعمل ،
زوجها ضربها ، زوجها يبيع ذهبها ، بينها و بينه أبناء ، و في تلك الأيام التي كان زوجها معها
بتلك الحال ذهبت إلى أهلها مرة ثم عادت بعد صلح المصلحين من الأهل ، و ذهبت إلى أهلها
مرة أخرى و عادت بصلح المصلحين و توفيق الله فوق كل شيء ، و ذهبت مرة ثالثة
و عادة بصلح الأقارب ، و هم الآن و الله إني لأعرف منزلهم يعيشون عيشة طيبة لا
غير الله حالنا و حالهم و حالك إلا إلى الأفضل.
ما أود قوله يا أختي الكريمة ، هو أن تلك المشاعر التي قرأتها في قلبك تجاهه يمكن أن تتبدل
إن شاء الله ، و لكن أرجوك لا تجعلين إبليس يذكيها كلما تذكرت صفة و حالا سيئة منه ، كلما أتتك
الذكريات السيئة قولي : لا حول و لا قوة إلا بالله
اللهم أخلفني خيرا ، اللهم اخلفني خيرا .
لا أنصحك البتة البتة البتة في الذهاب إلى أهلك في هذه المرحلة
و في هذا التوقيت بالذات .
جربي إدخال حكمين من أهلك و أهله و أبوك من يتولى أمر الصلح .
ثم إذا ساءت الأمور بعد الصلح و لم تتغير فلكل حادث حديث .
نصيحة : إلزمي بيتك في هذه المرحلة بالذات .
قد تكونين محقة إن ذهبت لكن ردت الفعل ستكون خاطئة من زوجك و لا تحمد عاقبتها لا عليك
و لا على بناتك . و أنت هنا في منطقة ( اللا عودة ) بمعنى عند طرف جرف لا بد أن تكوني
فيه الحكيمة و المتأنية لأن الطرف الآخر فيه عجلة و عدم صبر .
يجب أن تضغطي على نفسك قليلا حتى تريحينها من لوم الذات فيما لو حصل شيء
لا نرغبه لا حقا .
حينها نقول : فعلنا ما بوسعنا و أكثر و الله اختار لنا و الحمد لله.
وفقك الله .
اختي الكريمة : أنت في شهر عظيم و طلاب الله يتسابقون إليه ظنا منهم في تحقق إجابته
لأنهم يعلمون أنهم في شهر كريم ربه كريم فيه أيام و ليال عظيمة لا تتكرر في غيره ، عليك بدعاء الله
و الزمي بيتك و اجعلي بناتك فيه يهنأون بالعيد القادم و إن ظننت أنك لن تهنأين به و ارجي ربك و ادعيه
و ربك قريب يجيب دعوتك بإذنه و يصلح ما بينك و بين زوجك وز يبدل حاله من حال إلى حال إما
هكذا بدون اسباب هبة منه سبحانه أو يرسل إليه ما يذكره بك و بحقوقك عليه.
عسى أن نسمع أخبارا طيبة يارب.