وكشفت دراسة أجريت في عام 2000 على مجموعة من الزوجات اللاتي تتراوح أعمارهن بين الثالثة والعشرين والخامسة والعشرين، عن فشل نصف تلك الزيجات.. وفي دراسة أخرى أجراها مركز الوقاية من الأمراض الأمريكي في عام 2001 جاء فيها أن هناك علاقة قوية جداً بين استمرار الزواج وعمر الزوجة، بحيث أنه كلما كانت الزوجة أكبر سناً أصبح الزواج أكثر نضجاً وصموداً في وجه المؤثرات الخارجية، لأن المرأة التي تتزوج في سن متأخرة نسبياً تكون بالفعل قد اكتسبت خبرة وقوة في الشخصية تجعلها قادرة على تكوين علاقة زوجية ناجحة ومستقرة.

ما يساعد المرأة على اتخاذ قرار الزواج في مرحلة عمرية متأخرة نسبياً هو شعورها بأنها تحتاج إلى رفيق ينتزعها من حياة الوحدة وبأنها لا تحتاج إلى رجل يدعمها من الناحية المادية بقدر احتياجها إلى حياة زوجية تضفي معنى لحياتها، وهو الشيء الذي لا يتحقق بسهولة إذا ما كانت المرأة في سن صغيرة.

والمرأة التي في سن الأربعين الآن ولم يحالفها الحظ في الزواج ربما هي حسنة الحظ لأنها ستجد الكثير من الرجال الذين يقدرون المرأة الناضجة والواثقة من نفسها، والتي تعرف جيداً ما الذي تريده فتقدم عليه، وما الذي لا ترغب فيه فترفضه بلا ندم.. وهذه هي المرأة التي تخلصت من ضغوط المجتمع ولم تأبه لنظرات الناس.
بقلم عبد الله با جبير
جريدة الشرق الأوسط 15/جماد الأول/1424