نصائح للزوج من سلوك الرسول صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك :
تتبع السلوك النبوي الشريف في قصة الإفك مع زوجه الطاهرة عائشة رضي الله عنها يعطينا منهجية راقية للتعامل مع الشكوك .. حتى وإن دعمت الشكوك بكثير من ظنون الآخرين وإرجافهم (كما فعل المنافقون ومن تابعهم في المجتمع النبوي):
• فالشكوك لم تنبع من نفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم ، وإنما اثارها المرجفون من أهل النفاق .
• راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض زوجته ولم يحدثها بما يجري من اتهام لها وهي مريضة ، وأرسلها إلى بيت أبيها لتتطبب هناك .
• حين زاد إرجاف الناس صعد المنبر وقال : " أيها الناس ، ما بال رجال يؤذونني في أهلي ، ويقولون عليهم غير الحق ؟.... والله ما علمت منهم إلا خيراً ، ويقولون ذلك لرجلِ والله ما علمت منه إلا خيراً ، وما دخل بيتاً من بيوتي إلا وهو معي " .
• استشار بعض أقربائه فيما يصنع ( سيدينا : علياً وأسامة بن زيد رضي الله عنهم) .
• ثم ذهب إلى عائشة رضي الله عنها في بيت أبيها – بعد شفائها من مرضها – وسألها عما جرى، مذكراً إياها بالله جل وعلا ، مرغباً إياها في التوبة إن كانت قد أذنبت ، ولم يتهمها في إجابتها.
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : " ثم دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندي أبواي ، وعندي امرأة من الأنصار، وأنا أبكي وهي تبكي معي ، فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :" يا عائشة ، إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس ، فاتّقي الله وإن كنت قارفت سوءاً مما يقول الناس فتوبي إلى الله ، فإن الله يقبل التوبة من عباده " . قالت : " فوالله ما هو إلا أن قال ذلك ، فقلص دمعي ، حتى ما أحس منه شيئاً ، وانتظرت أبَوَيّ أن يجيبا عني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يتكلما000فقلت لهما :" ألا تجيبان رسول الله ؟" ... فقالا لي :" والله ما ندري بماذا نجيبه" .
قالت :" فلما أن استعجما عليّ استعبرت فبكيت ثم قلت :" والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبداً ، والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس ، والله يعلم أنّي منه بريئة ، لأقولن ما لم يكن ، ولئن أنا أنكرت ما تقولون لا تُصدِّقونني ، ولكني أقول كما قال أبو يوسف :" فصبرٌ جميلٌ والله المستعان على ما تصفون" .
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلك بكل هذا الرقي السامي مع زوجة جالت شوارع المدينة بحديث الفتنة فيها – برأها الله – فماذا تصنع أنت مع شكوك انتابتك في علاقتك الوثيقة مع من تحب .