منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - حكاية ندم
الموضوع: حكاية ندم
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2004, 03:17 PM
  #13
عاشق محب
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Sep 2003
المشاركات: 1,584
عاشق محب غير متصل  
الأخت الفاضلة ،

أولاً: نحمد الله أن صديقتك خرجت من هذه التجربة بهذه النتيجة وهي معرفتها بخطأها والتوبة منه وإصلاحه.

ثانياً: صحيح أن الخطأ الوارد ، ولكننا هنا في هذا المنتدى نحاول أن نعيد الناس إلى الحياة الزوجية كما أرادها الله سبحانه وتعالى وكما علمنا إياها رسولنا - صلى الله عليه وسلم. لذلك فدورنا هنا في البداية بيان الصورة ولنسميها كما أشرت الصورة المثالية للحياة الزوجية. ولكن الفرق هنا في المنتدى هو أن هذه الصورة ليست صورة خيالية أو المدينة الفاضلة كما أسماها أفلاطون وليست أمور تصلح فقط لحياة الصحابة والسابقين ولا تصلح لوقتنا.

هذه الصورة هي صورة واقعية، يرسم أبعادها وحدودها الدين الإسلامي الحنيف بوضعه لنا المباديء والأسس التي تقوم عليها الحياة الزوجية بصفة خاصة والحياة الإجتماعية بصفة عامة.

إن المخالفات الشرعية - اقصد إقتراف الذنوب والمعاصي - مثل التحدث مع رجل أجنبي عنها بصورة غير لائقة أو تمني رجل آخر غير زوجها وغير ذلك يجب التعامل معها من منظور الشرع وكذلك لا يمكن التهاون معها.

في الحقيقة إن الخيانة الزوجية مسألة خطيرة جداً جداً وتهدم كيان الأسرة بالكامل وبالتالي تهدم المجتمع بأسره لذلك لابد أن نكون دقيقين وحساسين في مع الأمور التي تؤدي لها ولو من بعيد حتى لا يحصل ما لايحمد عقباه ولاينفع حينها الندم ولا البكاء ولا العويل إذا ضاع الشرف وحصل العار. لذلك لا يجب أن نتعامل معها على أنها واقع بل لابد أن نبين أنها شذوذ عن الواقع . علينا أن نقاومها بجميع أشكالها وأن نحذر منها بشتى الوسائل. مجتمعاتنا مليئة بالوفاء والصدق وقصة او قصتين أو مئة قصة أو أكثر من ضمن أكثر من مليار مسلم هي حالات شاذة ليست قاعدة. نعم الفضائيات والفتن في كل مكان ولكن ما زلنا مسلمين وما زال الإيمان في القلوب ويجب أن لا نكرس أن الخيانات الزوجية منتشرة في كل مكان بحيث أن الشاب إذا أراد أن يتزوج يقع في حيرة والشك في أي فتاة لأنه يرى - بسبب تريديدنا هذه الكلمة - أن مجتمعنا مجتمع منحل.

لذلك فمن المهم التحذير وبقوة من مغبة الوقوع في أي أمر من الممكن أن يؤدي إلى إنحراف. والشيطان لا يطلب أبداً الوقوع في الخطيئة مباشرة بل يتدرج من بعيد بعيد جداً وطالما أننا بدأنا الميلان ولو شيئاً يسيراً جداً عن الطريق المستقيم فسنجد أنفسنا بعد قترة طويلة بعيدين عن المسار القويم. لذلك فإستخدام الترهيب هنا مهم لكي لا يحدث الميلان. ولكن مراعاة للنفس البشرية لابد أن يمزج بين الترهيب من خطورة الأمر والترغيب في العاقبة الحسنة عند الإمتثال والسير على الصراط المستقيم. وهذه دورنا هنا في المنتدى أن نأخذ بيد المخطيء ونقول له أنت مخطيء ونعينه على إصلاحه.

هناك أمر بخصوص هذه الصديقة بالذات، وهو أنك ذكرت أنها محترمة جداً. أختي لو أن لديك ولدان أحدهما مطيع ويسمع الكلام وأنت تحبينه جداً وتهتمين به كثيراً وآخر ليس كالأول : إذا أخطأ الأول خطأً فادحاً مثل خطأ صديقتك هل سيكون غضبك منه مثل غضبك من الآخر وهل عتابك له مثل عتابك للآخر. أنا متأكد أنه لا. كذلك الإنسانة المحترمة التي عاشت في بيئة طيبة لا تعامل و لاتخاطب مثل التي نشأت في فاسدة فالخطاب مختلف : خاطبوا الناس على قدر عقولهم. التي تخشى من الفضيحة والعار تخاطب بالترهيب والتي لا تخشى ذلك تخاطب بإسلوب آخر ونرهبها بأمر آخر غير الفضيحة والعار. المهم أننا لابد أن نقوم الإعوجاج ولا نترك الميلان والإنحراف عن الخط المستقيم يزيد.والله أعلم.
__________________
لغير جمالكم نظري حرامُ وغير كلامكم عندي كِلامُ ( الكِلام هو التعب والشدة )
وعمر النسر منكم بعض يوم وساعة غيركم عامٌ وعامُ
أحب بأن أكون لكم جليساً وتنصب لي بربعكم خيامُ
إذا عاينتكم زالت همومي وإن غبتم دنا مني الحِمامُ ( الحِمام هو الموت )
فداووا بالوصال مريض هجر يهيم بكم إذا سجع الحَمامُ