منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - آخر اخباري الحلوه (نايت))
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-2007, 07:41 PM
  #20
بنان
قلم مبدع
 الصورة الرمزية بنان
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 1,000
بنان غير متصل  


فتوى ..

أمي تدعو علي دائماً وتنهرني، فكيف أتعامل معها؟ فهي قاسيةٌ معنا جميعاً، أما مع الناس في الخارج فهي كثيرة الطيبة.
فهي تدعو علي، نعم تدعو علي، وإذا أحد أغضبها فإنها تثور علينا جميعاً حتى الذي لا ذنب له.

أكتب لكم والله العظيم وأنا أكاد أختنق من الدموع، وتكاد عيني تخرج من محجريها.

كيف نتعامل مع تلك القاسية خلصنا الله من شرها؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .................... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنكم تؤجرون على صبركم على الوالدة، وتُفلحون وتنجحون إذا تفاديتم ما يغضبها، ولن يضركم دعاؤها إذا

كان فيه ظلمٌ أو بغير سبب، وأرجو أن تقتربوا منها وتحاولوا إرضاءها، واطلبوا دعاءها، وأرجو أن تعلموا أن

الإنسان إذا أدى ما عليه من البر فإن الله يغفر له، وقد فهم العلماء ذلك من

قوله تعالى بعد آيات البر (ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفوراً) .

فهل أديتم ما عليكم من البر والإحسان؟

ونحن بلا شك لا نؤيد الوالدة في أسلوبها، ولكننا نلتمس لها الأعذار، فإنها تريد أن تراكم في أكمل صورة

وأحسن حال، ويهمها نجاحكم ويفرحها فلاحكم، وهذا ما يفعله كثير من الآباء والأمهات،

ونحن في الحقيقة نتمنى أن يدرك الجميع أن القسوة والإساءة والغضب من الأشياء

التي تقتل الإبداع وتجلب الفشل، وأن الطريق إلى نجاح الأبناء إنما يكون بتربيتهم

على طاعة الله، ثم بإشعارهم بالحب والاهتمام ثم بالدعاء لهم وليس بالدعاء عليهم؛

لأن في ذلك مخالفة لشريعة الله التي تنهى عن الدعاء على النفس

أو المال أو الولد إلا بالخير، فقد

قال صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم

ولا على أموالكم إلا بخير) لأن ذلك قد يصادف ساعة يعطى فيها عطاء

فتحصل الندامة، وقد قال ابن المبارك لرجل شكى من ولده: لعلك دعوت عليه،

قال نعم! فقال: فأنت أفسدته.

ولا أظن أن هناك صعوبة في معرفة الأشياء التي تجلب غضب الوالدة،

فأرجو أن تبتعدوا عن كل ما يُثيرها ويغضبها، واعلموا أن طاعتها في المعروف

واجبة، وأن رضا الله في رضاها، وقد عظمت الشريعة حق الوالدين

حتى ولو كانا كافرين فقال سبحانه : (وإن جاهداك على أن تشرك بي

ما ليس لك به علم فلا تطعهما) ثم قال موجهاً: (وصاحبهما في الدنيا

معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ...)

وقال سبحانه (أن اشكر لي ولوالديك ..).

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، وأرجو أن تغيروا أسلوبكم في

التعامل مع الوالدة، ونسأل الله أن يرزقكم برها وأن يلهمها رشدها،

وأن يعيذ الجميع من شرور النفس ومن الهوى ومرحباً بكم مجدداً .

المجيب : د. أحمد الفرجابي
.
.
.
.
.
.
.
.
.

اختك / بنان
__________________