الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الأخت الفاضلة،
بالنسبة لموضوعك: أنت الآن سنة أولى زواج وبإذن الله ستأتي عليك سنوات أخرى ثانية وثالثة و و و عاشرة و و و عشرين وإن شاء الله إلى الأبد في الجنة. والآن زوجك في عز شبابه- 28 سنة - .. في عز عقله.. في عز قوته.. في الوقت الذي كما يسمونه يبني مستقبله.
دوامه الصباحي يكفي أن يعيشكم عيشة طيبة ما دام يعمل فيه.. ولكن هو يحسب في حالة أن عمله الصباحي إستغنى عنه. يا أختي هو يعلم بأن الأرزاق بيد الله ولكن صدقيني بأنه لن يتحمل بأن يراك تريدين شيئاً وهو لا يستطيع أن يحضره لك بسبب أنه يبحث عن عمل. هو يعلم أنك مستعدة لأن تتحملي من أجله، ولكنه لا يرضى بذلك، كرامته التي هي كرامتك كذلك وعزة نفسه لن تسمح له بذلك. لذلك هو يبني للغد، لبعد عشر سنين أو أكثر. كما أعتقد أنه يريد أن يستقل بالعمل الحر بعد فترة ربما ليست بالقصيرة وذلك لأن العمل لدى الآخرين فيه إرتباط وتقييد للشخص مما يسبب له ضغوط نفسية قد تنعكس عليه في المستقبل.
لابد لك أن تزيدي ثقتك بزوجك، وتشعريه بهذه الثقة وتترجميها عملياُ بما قيل لك في السابق. أما مسألة إفتقادك له فهي أمر طيب وجميل وحسن جداً منك وهذا حال المحبين وخصوصاً في أول الزواج وإن شاء الله يدوم بعد الزواج. واقترح عليك بأن تتصلي عليه بين الفترة والفترة على عمله في الورشة ويا حبذا تسأليه: كيف العمل اليوم يا حبيبي ؟ إن شاء الله ماشي كويس يا عيوني؟ ولا تطولين معاه، إجعليها مثل البقلاوة أو الحلويات: قليلة.. مفيدة.. فعالة.. ومن فترة لفترة ليبقى طعمها.
كما يمكنك إشغال نفسك بالقراءة والثقافة أو الأعمال المنزلية ويمكنك الإستفادة من قسم الأسرة و المنزل في المنتدى لذلك وإستغلال الوقت بعمل طبخات جديدة وعمل أفكار جميلة. كما يمكنكما أن تتفقا على يوم في الإسبوع أو الإسبوعين على قدر الإستطاعة للتنزه والعشاء خارج البيت. هناك أمور كثيرة تستطيعين أن تقومي بها لكن...
يجب عليك أولاً أن تبعدي مسألة: لابد أن أبعد زوجي عن عمله الثاني أو عن هوايته. يجب أن تساعديه فيما يحب ليصبح لك كما تحبين. والله أعلم.
وصلى الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
لغير جمالكم نظري حرامُ وغير كلامكم عندي كِلامُ ( الكِلام هو التعب والشدة )
وعمر النسر منكم بعض يوم وساعة غيركم عامٌ وعامُ
أحب بأن أكون لكم جليساً وتنصب لي بربعكم خيامُ
إذا عاينتكم زالت همومي وإن غبتم دنا مني الحِمامُ ( الحِمام هو الموت )
فداووا بالوصال مريض هجر يهيم بكم إذا سجع الحَمامُ