ويرى الدكتور محمد عزيز أوغلي، اخصائي جراحة العظام، أن الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون والحاسوب يسبب مشاكل صحية خاصة للأطفال منها احتمال الاصابة بتشنجات عصبية ونوبات صرع.
كما أن عدم الحركة خلال استخدام هذه الاجهزة يسبب تيبس المفاصل والعضلات مما يؤدي الى آلام في الرقبة والظهر مع تقلص في العضلات واعراض عصبية في الذراعين والساقين لدى حدوث تنكسات في فقرات وغضاريف الرقبة والعمود الفقري ينتج عنها مناقير عظمية وانقراض في الفقرات مؤدية فيما بعد الى اصابة الطفل بانزلاق غضروفي تنكسي الى جانب مضاعفاته في حال اهمال العلاج أو تأخره مع حدوث ضمور في العضلات والاعصاب. وينصح الدكتور اوغلي بأهمية الوقاية لدى استخدام الاطفال للألعاب الالكترونية بعدم الجلوس مطولاً أمامها مع أخذ فترات راحة كل ساعة لمدة عشر دقائق يجري خلالها ممارسة بعض التمارين الرياضية للرقبة والذراعين والظهر والساقين بهدف إعادة المرونة للمفاصل والعضلات وتنشيط الدورة الدموية، الى جانب أهمية اختيار المقعد المناسب والمريح للجلوس الصحيح بحيث يكون الظهر والرقبة مستقيمين في زاوية قائمة مع الحوض. ويتابع الدكتور اوغلي نصائحه قائلاً: أيضاً ضرورة أن يكون الوجه والرأس على مستوى واحد مع جهاز الحاسوب أو التلفزيون، مع أهمية أن تكون الاضاءة مناسبة وباتجاه الشاشة، مع الانتباه لتهوية وتبريد الهواء في الغرفة حتى لا يكون تيار الهواء البارد موجهاً بصورة مباشرة على مستخدم الألعاب الالكترونية.
دراسات وإحصاءات عالمية
من جانب آخر يقول الدكتور مؤيد الحميدي، موجه تربوي في ديوان وزارة التربية والتعليم، لا يختلف اثنان على حقيقة أن التلفزيون سلاح ذو حدين، حيث له ايجابيات كثيرة لكن يقابلها العديد من السلبيات، في حين يعد التلفزيون وسيلة ترفيه تفتح أمام الطفل آفاقاً واسعة وخبرات جمة قد لا تتوافر طبيعياً من خلال البيئة الواقعية التي يعيشها الطفل، كما أنه لا يمكن انكار الدور التعليمي والثقافي الذي يقوم به جهاز التلفزيون إذا ما تم استثمار وتوجيه وجوده بشكل فعال، إلا أنه قد يؤثر سلبياً على حياة الطفل من خلال جوانب عدة كالنفسية والصحية والاجتماعية وغيرها.
ويضيف: من خلال العمل الميداني، اجريت مسبقاً استطلاع آراء الوالدين حول التنشئة الاجتماعية للطفل، وقد كان متوسط المدة التي يقضيها الطفل أمام شاشة التلفزيون أحد المحاور حيث تبين أن متوسط عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام التلفزيون ما بين 3 4 ساعات يومياً اثناء أيام الدراسة وتزداد المدة بشكل خطير اثناء الاجازات.
ويشير الى أن الطفل العربي يختلف عن نظيره في الدول الاجنبية حيث أن إحدى الدراسات الوطنية التي اجريت في الولايات المتحدة بينت أن 68% من غرف الأطفال والشباب ضمن الفئة العمرية 8 18 سنة تشتمل على جهاز تلفزيون، كما اظهرت الدراسة أن معدل مشاهدة التلفزيون لدى الأطفال ممن يتواجد في غرف نومهم جهاز تلفزيون يزيد بمعدل ساعة ونصف الى ساعتين عن معدل المشاهدة لدى اقرانهم ممن لا يتوافر اجهزة تلفزيون في غرف نومهم، أيضاً اظهرت الدراسة أن 63% من العائلات تشاهد التلفزيون اثناء تناول الوجبات.
وذكر الدكتور الحميدي أن هناك حقيقة يجهلها الكثيرون وهي أن أثر الافراط في مشاهدة الأطفال للتلفزيون لا يقتصر على مرحلة الطفولة وانما يمتد الأثر ليلقي بظلاله على حياة الفرد في كافة مراحل حياته، حيث إن احدى الدراسات التي تناولت هذا الشأن لدى مجموعة من الأفراد في عمر 26 سنة اظهرت أن 17% من السمنة و15% من ارتفاع نسبة الكوليسترول و17% من عادات التدخين تعود اسبابها الى درجة كبيرة نتيجة الافراط في مشاهدة التلفزيون خلال مرحلة الطفولة.
وتابع حديثه قائلا: تلجأ العديد من الأمهات الى خيار التلفزيون كأفضل طريقة لاشغال الاطفال من دون العامين من العمر والتخلص من شقاوتهم خاصة بعد ظهور الكثير من البرامج الموجهة لهذه الفئة العمرية، مشيراً الى أن السنوات الأولى من عمر الطفل بدءاً من ولادته تشكل حجر الزاوية لعملية تطور دماغه ونموه، حيث إنه بحاجة الى التواصل والتفاعل الاجتماعي لتقديم النموذج الجيد في حين يعمل التسمر أمام شاشة التلفزيون خلال هذه المرحلة على إضافة العديد من الفرص لتطوير الجانب المعرفي والاجتماعي واللغوي والنفسي والادراكي.
وينصح الدكتور الحميدي الأهالي بتقنين فترة مشاهدة الأطفال للتلفزيون وكيفية تعاملهم مع هذا الأمر مثل:
* وضع قوانين ملزمة في البيت لمشاهدة التلفزيون ومناقشتها مع الأطفال بطريقة تناسب تفكيرهم.
* منع مشاهدة التلفزيون خلال تناول وجبات الطعام.
* محاربة فكرة وجود تلفزيون في غرف نوم الأطفال.
* عدم استخدام مشاهدة التلفزيون وسيلة للمكافأة والعقاب.
* زيادة اساليب التفاعل والتواصل الاجتماعي مع الطفل.
ويؤكد على ضرورة زيادة توعية الآباء والأمهات حول سلبيات افراط الطفل في مشاهدة التلفزيون، حيث إن غالبية الأمهات يجهلن هذا الأمر بل ويعتقدن أن زيادة فترة متابعة الطفل للتلفزيون يعد أمراً ايجابياً لتطوير مهاراته الادراكية والمعرفية.
تأثير الرسوم المتحركة
وفي السياق ذاته تقول غادة احمد اخصائية نطق ولغة في مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة في دبي ان الطفولة كانت ناشدة للهو والترفيه، قابلة للانقياد والتوجيه، وجدت في التلفاز بديلاً مؤنساً عن أُمٍّ تخلت أو أبٍ مشغول، فأصبحت مشاهدة التلفزيون ثاني أهم النشاطات في حياة الطفل بعد النوم، بل أثبتت إحدى الدراسات أن نسبة 30% من أطفال أحد أكبر المدن الإسلامية من حيث عدد السكان يقضون أمام شاشات التلفزيون وقتاً أطول مما يقضونه في مدارسهم: “عندما يكمل الطفل دراسته الثانوية يكون قد قضى 22 ألف ساعة من وقته أمام شاشة التلفزيون و11 ألف ساعة فقط في غرف الدراسة”، كما بينت الدراسة أن الرسوم المتحركة تمثل نسبة 88% مما يشاهده الأطفال. وتشير الى ان مشاهدة الرسوم المتحركة تفيد الطفل في جوانب عديدة، أهمها أنها:
* تنمي خيال الطفل، وتغذي قدراته، إذ تنتقل به إلى عوالم جديدة لم تكن لتخطر له ببال، كما تعرفه بأساليب مبتكرة متعددة في التفكير والسلوك.
* تزود الطفل بمعلومات ثقافية منتقاة وتسارع بالعملية التعليمية.
* تقدم للطفل لغة عربية فصيحة غالباً لا يجدها في محيطه الأسري.
* تلبي بعض احتياجات الطفل النفسية و تشبع له غرائز عديدة مثل غريزة حب الاستطلاع.
اما بالنسبة لسلبيات التلفاز فقالت: بما أن التلفاز هو وسيلة عرض الرسوم المتحركة؛ فمن الطبيعي أن تشارك الرسوم المتحركة التلفاز سلبياته والتي من أهمها:
* التلقي لا المشاركة: ذلك أن التلفاز يجعل الطفل “يفضل مشاهدة الأحداث والأعمال على المشاركة فيها”.
* إعاقة النمو المعرفي الطبيعي: ذلك أن المعرفة الطبيعية هي أن يتحرك طالب المعرفة مستخدماً حواسه كلها أو جلها، ويختار ويبحث ويجرب ويتعلم.
* تقليص درجة التفاعل بين أفراد الأسرة لدرجة أنهم يتوقفون حتى عن التخاطب معاً.
* العنف والجريمة حيث إن من أكثر الموضوعات تناولاً في الرسوم المتحركة الموضوعات المتعلقة بالعنف والجريمة، ذلك أنها توفر عنصري الإثارة والتشويق اللذين يضمنان نجاح الرسوم المتحركة في سوق التوزيع، غير أن هذه المشاهد لا تشد الأطفال فحسب، بل تروّعهم، إلا أنهم يعتادون عليها تدريجياً، ومن ثم يأخذون يالاستمتاع بها وتقليدها، ويؤثر ذلك على نفسياتهم واتجاهاتهم التي تبدأ في الظهور بوضوح في سلوكهم حتى في سن الطفولة، الأمر الذي يزداد استحواذاً عليهم عندما يصبح لهم نفوذ في الأسرة والمجتمع.
* إشباع الشعور الباطن للطفل بمفاهيم الثقافة الغربية حيث إن الطفل عندما يشاهد الرسوم المتحركة التي هي في غالبها من إنتاج الحضارة الغربية، لا يشاهد عرضاً مسلياً يضحكه ويفرحه فحسب، بل يشاهد عرضاً ينقل له نسقاً ثقافياً متكاملاً يشتمل على افكار الغرب وروح التربية الغربية.
واكدت انه يمكن تلافي سلبيات مشاهدة الرسوم المتحركة من خلال تقليل مدة مشاهدة الأطفال للرسوم المتحركة: إن مشاهدة الأطفال للرسوم المتحركة وللتلفاز عموماً ينبغي أن لا يتجاوز متوسطها 3 ساعات أسبوعياً، هذه الفترة المتوسطة تعلم الطفل كيف يختار بين البدائل الموجودة، وتعلمه الاتزان والتخطيط.
أطفال “التلفزيون” أقل تحصيلاً وأكثر بدانة
أظهرت ثلاث دراسات نشرت أمس الأول انه كلما قضى الأطفال وقتاً أطول في مشاهدة التلفزيون ضعف أدائهم الدراسي.
وقال باحثون ان الافراط في مشاهدة التلفزيون هو أحد أسباب زيادة معدلات البدانة في مرحلة الطفولة والسلوك العدائي بينما لم يتم التوصل لنتائج نهائية بشأن تأثيره في المستوى التعليمي.
لكن الدراسات التي نشرت في هذا الصدد في عدد الشهر الحالي من دورة (أرشيف طب الأطفال والمراهقين) خلصت الى ان مشاهدة التلفزيون تميل الى ان يكون لها تأثير سلبي في المستويات الدراسية.
فعلى سبيل المثال فإن أطفالاً في الصف الثالث (أي تقريباً في الثامنة من العمر) توفرت لهم أجهزة تلفزيون في غرف نومهم ومن ثم كانوا يشاهدون التلفزيون لفترات أطول سجلوا درجات أقل في اختبارات موحدة عن أولئك الذين لم تكن لديهم أجهزة تلفزيون في غرفهم. وفي المقابل أظهرت الدراسة أن توفر جهاز كمبيوتر منزلي متصل بالانترنت أدى الى احراز درجات أعلى نسبياً في الاختبارات.
وكتبت مؤلفة الدراسة ديانا بور زيكوفسكي من جامعة جونز هويكنز في بالتيمور قائلة “باستمرار سجل الأطفال الذين توفر لهم جهاز تلفزيون بغرفة النوم من دون أن يكون لديهم كمبيوتر منزلي متصل بالانترنت في المتوسط أقل درجات بينما سجل من كان لديهم اتصال بكمبيوتر منزلي من دون تلفزيون في غرفة النوم أعلى الدرجات”. وحثت الاكاديمية الامريكية لطب الأطفال الآباء على الحد من مشاهدة أطفالهم للتلفزيون بحيث لا تزيد على ساعة الى ساعتين في اليوم وان يحاولوا ابعاد صغار السن عن التلفزيون تماماً.
دراسة
كشفت دراسة جديدة ان العاب الفيديو التي تتضمن مشاهد عنف تزيد من عدوانية الأولاد وتمردهم وتدفعهم الى عدم احترام النظام، وتراجع نتائجهم الدراسية.
ونشرت نتائج الدراسة في نهاية الأسبوع خلال مؤتمر عقد في واشنطن وأكدت ان هذه الألعاب تؤثر سلباً في شخصية مستخدميها. وأخيراً دانت عدة جمعيات عائلية وشخصيات سياسية هذه الألعاب خصوصاً الأعنف منها.
وأشار الدراسة الى ان الأولاد الذين يستخدمون الألعاب المتضمنة مشاهد القتال غالباً ما يحاولون تطبيقها على زملائهم. ولاحظ الأساتذة ان التلاميذ الذين يستخدمون هذه الألعاب العنيفة أكثر عدوانية من غيرهم.
وقال كيفن كيفر من جامعة سانت ليو في فلوريدا (جنوب شرق) من واضعي هذه الدراسة ان مستخدمي هذه الألعاب “غالباً ما يقلدون في الحقيقة الحركات التي تقوم بها الشخصيات الوهمية في هذه الألعاب”.
وسيكون للولد الذي يلعب بلعبة فيديو لعشر دقائق تصرفات عدائية فور توقفه عن ذلك.
وأفادت الدراسة ان كل الذين يستخدمون هذه الألعاب يميلون الى العدائية مع اساتذتهم وزملائهم.
وفسر البعض المذبحة في مدرسة كولمباين (كولورادو) في سنة 1999 بأن مرتكبيها كانوا مدمنين على العاب الفيديو هذه.
هذا التحقيق منقول من ملحق الصحة والطب بجريدة الخليج الامارتية
التعديل الأخير تم بواسطة الرماني ; 23-10-2007 الساعة 01:17 PM