بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخت الفاضلة بدوية وغيرها ممن خاضت التجربة وصارت ناجحة في زواجها
أنا أريد أن تقرأ كلامي بتمهل
ثم تذكري لي من باب النصح هل هذه المواصفات موجودة في زوجك أو أحسن منها
أو هي ينبغي أن تتوفر فيمن يريد التعدد أو لا ؟
أنت ذكرت قبل ذلك قوة شخصية الزوج , وبعض الأمور ونريد المزيد
فطبعا المسلم يؤمن بمباديء الإسلام دون نقاش ، أو دون أن تظهر له الحكم العديدة
والفوائد الأكيدة ، من هذا الأمر ، وكلنا يعرف فوائد التعدد في المساهمة في حل مشكلات العنوسة
والأرامل والمطلقات ، وغير ذلك
لكن إذا كان الزوج أهلا للتعدد وعنده القدرة المالية والصحية وبعض المواصفات الأخلاقية و النفسية
التي علمناها من العلماء وقد وضع أهل العلم شروطا مستمدة من القرآن الكريم ، فسوف نضيف إليها
التجارب الشخصية ولنتذكر أولا الشرط المهم، وهو العدل أي : العدل
فيما تملك، فلن تؤاخذ فيما لا تمللك وهو الميل القلبي
وأيضا كما سبق القدرة الصحية و المالية مطلوبة .
وأهم شيء يا أخي وبحسب التجربة والخبرة لعدد من المعددين السابقين
هو المواصفات الأخلاقية و النفسية:
أرجو ممن يريد أن يجرب الزواج ويعدد أن تجب عن هذه الأسئلة
1. هل عندك حنان زائد ، أو عاطفة جياشة.
يعني : قلبك يستوعب حب أكثر من زوجة ، هل أنت عطوف رحيم
2. هل لديك القدرة على ضبط النفس و الحلم والصبر.
3. أو الزوج عنه بعض الأسباب ككثرة السفر ، أو مرض الزوجة بالعقم أو غيره
لا تقل عندي شهوة جنسية قوية وزوجتي لا تشبعني فهذا له عدة حلول فقط , التعدد أحدها
الأمر أكبر من ذلك.، و الزواج من ثانية وثالثة ورابعة يحتاج إلى ملكات عديدة نفسية واجتماعية.
3)هل عنك القدرة على الإقناع لتقنع الآخرين بقوة حجتك.
4)هل عندك القدرة على عقد المقارنات والموازنات بين المصالح المتوقعة والمفاسد.
وأنقل لك رأي الفقهاء : وهو باختصار : الأصل اكتفاء الرجل بواحدة ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ,
لم يتزوج إلا واحدة ، أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، ولما توفيت تزوج وعدد لأسباب أخرى
ومصالح كثيرة تشريعية وتعليمية ودعوية وتربوية .
وعند بعض المفسرين الأصل هو التعدد بضوابط وشروط معروفة.
أنبه أولا أنني لا أزكي نفسي في مقدمة كلامي ولكن لألفت الانتباه
والحمد لله أنا متزوج منذ عشرين سنة ، واشترطت على الأخت التي تقبلني زوجا لها
أن تقبل بالتعدد، أولا بالثانية وما بعدها دون وجود أسباب ، ولا تناصر
أو تنساق وراء الأفكار الرائجة المصاحبة للغزو الفكري
الذي يهدف تدمير الأسر المسلمة ، والمجتمعات المسلمة ويشيع الحرام بدلا من
التعدد، وللأسف هذه الظاهرة أي رفض التعدد منتشرة في مجتمعاتنا الإسلامية
بصورة متفاوتة ففي مصر بنسبة أكبر ، وفي دول الخليج تقريبا والشام أقل.
إضافة إلى أنني بعد دراسة الموضوع مع أصحاب التجارب و قبل ذلك
في الكليات الشرعية ، وفي بعض الأبحاث بالدراسات العليا خرجت بهذه النتيجة
التي وضعتها في الأسئلة.
والأمر الأخير أو السؤال الذي يحتاج إلى توضيح
هل الأفضل التعدد لمن ملك المؤهلات السابقة أم الاكتفاء بواحدة والتفرغ لأمور دعوية
أو أنشطة خيرية ؟
وكذلك هل الأفضل التعدد والإكثار من الأولاد وتركهم في أحضان الخادمات ؟
أم الاكتفاء بواحدة وبتخفيف المسؤليات حتى يحسن الأب تربية الأبناء وهو الراعي
والمسؤول الأول عنهم .
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/
size]،
أخوكم المحب الناصح همام hamam129