ازواج متفاهمون ...ولكن
الحياة الزوجية عالم مليء بالاثارة والاحداث ومنبع للكثير من التجارب الانسانية ..
والعلاقة الزوجية بين الزوجين تمتد لأكبر من مجرد مفهوم واحد ضيق وهو (الجنس) ..
بل ان من جمال وروعة الحياة الزوجية ان يكون الزوجين متناغمين مع بعضهما البعض في جميع امورهما الحياتية إن لم يكن في اغلبها ..
ويشمل التفاهم بينهما اموراً كثيرة جداً لاحصر لها منها على سبيل المثال اتفاقهما على مصروف المنزل و حلم المستقبل و النواحي الاجتماعية المختلفة ....الخ
ومن الطبيعي والمألوف ان تكون شخصيتهما مختلفة (إن لم تكن على النقيض) وهذا قد يؤدي الى حدوث التصادم والاختلاف بينهما ولكن ...للعجب ....يكون الحال في الغالب هو الاتفاق والتفاهم بطريقة او بأخرى ..
وقد اجير هذا الامر الى العديد من الاسباب مثل (الدعاء لهما بالتوفيق) من قبل الاهل او (قوة حبهما لبعضهما) او (اعجابهما ) ببعضهما او احترامهما لنفسيهما اولاً وتبادلهما هذا الاحترام ظاهرياً ثانياً ..وربما يكون من احدهما بعض التحفظ على هذا الاحترام ..الا انه يشعر بأن الطرف الآخر يستحقه ولذلك يكون ديدن حياتهما مع بعضهما هو (الاستقرار) .
كل ماتقدم هو مقدمة لحياة زوجية بها تناغم وتفاهم واستقرار لوصول الطرفين الى نسق متفق عليه من الحياة يرضونه ولايحيدون عنه ..
ولكن ..من العجيب حقاً ...ان يتفق الطرفان على امور خاطئة يرضونها وترضيهم ولا يحيدون عنها بل ويرون انها من اهم البنود في اتفاقية استقرارهما الزوجي !!!!!
واتعجب كيف يكون لهذا العقل البشري تلك القدرة الباطنية الكبيرة في تحوير وبرمجة الاخطاء الى مذاهب واعتقادات ومسالك وجدانية بل وايمانية ...وماأكثر من ضل وأضل بسبب ذلك والعياذ بالله
يقول سبحانه وتعالى (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ (16) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18) )
نعود الى اصل الموضوع لأمحو علامات الاستفهام التي علقت بالبعض فأقول بأن الاتفاق بين الزوجين والتنسيق فيما بينهما للأمور الخاطئة قد يتسبب لهما بنوع من الاستقرار الزوجي نوعاً ما ولكن ليس على المدى الطويل ..بل قد ينقلب السحر على الساحر ويورد علاقتهما الزوجية موارد الهلاك ..
ومن تلك الامور على سبيل المثال :
- ( اتفاق الزوجين ) على طريقة (محرمة ) في الجماع ..
- ( اتفاق الزوجين ) على اسلوب (قطيعة الرحم) بين العائلتين ..وربما يكون ذلك من باب العناد لااكثر ..
- ( اتفاق الزوجين ) على (الكذب) على الابناء واعتماده كأسلوب تربية ..وما اكثر من يفعل ذلم الا من رحم ربي ..
- ( اتفاق الزوجين ) على اعتماد (الضرب) اسلوباً لتربية ابنائهما دون غيره من اساليب التربية ..
- ( اتفاق الزوجين ) على (التدخين) بحيث يربطان استمراريته والاقلاع عنه ببعضهما البعض ..
ولو اردت ان اورد امثلة لأجتمعت مع السطور سطوراً اخرى ..
ولكن تكمن حقيقة المشكلة في ان تلك (الاتفاقيات) الباطلة تترسخ كالوباء في الأنفس و يضرب اثرها جذور علاقتهما الزوجية على المدى البعيد جداً فينتج عنها الكراهية والنفور وعدم الاحترام ..بل قد يظهر ايضاً التمرد على اي اتفاقية جديدة سواءً اكانت حسنة او سيئة .ويظهر التبرم على الطرفين من هذه الحياة الكريهة وتبدأ رحلة الطلاق بهذه الخطوات الواسعة ..
أسأل الله لنا ولكم العافية ..كما ارجوا ان نبدأ بمراقبة اتفاقياتنا المبرمة حالياً مع الشريك الآخر ونبذ كل ماهو مخالف للدين والفطرة والشرع ..
التعديل الأخير تم بواسطة ابو فراس النمري ; 01-11-2007 الساعة 01:40 PM