بسم الله
أخي الحبيب : جزاك الله خيرا
طرحت موضوعا له جوانب عدة
وطلبت تجارب شخصية ، والتجارب والأجوبة انحصرت في
البعد عن المقارنة ، والرضا والتسليم والقناعة
والإيمان بالقدر والاجتهاد في الدعاء للوصول للسعادة ،
والبحث عن أسباب السعادة الحقيقية ، لكن فعلا نريد المزيد من التجارب ،
وبعض المشاركين قدموا التجارب والحلول ، وانحصرت الحلول في النقاط السابقة تقريبا
وهذه تجربة شخصية :
أنا في إحدي المرات شعرت بالظلم للتمييز بين الأوائل في الكلية على أسس غير التفوق بل
التقدم بحسب قوة الوساطة ، والقبول بمعيار بشعرك بالإحباط أو يترك المرارة تحفر في نفسا
حفرة مظلمة عميقة يصعب معالجتها ، ولكن مع تذكر القيم والأمور السابقة رضيت بالظلم ، أو غلبت على أمري
لأن الاعتراض لم يفد ، و الشفاعات لم تفلح ، والمعايير انقلبت لصالح الأقوى ، لكن الأمر المهم الذي ساعد في القناعة
والرضا والتسليم والإيمان بالقدر هو الإحساس أن العدل المطلق والقصاص من الظالم
سيكون يوم الحساب أو قد يعجل له في
الدنيا ، لا لشيء أو ليس بغرض
الشماتة ، ولكن لتدرك أنك فعلا أنت المظلوم ،
والأفضل أن تسلم أمرك لله ، وتلجأ له بالدعاء ، ولتكن عبد الله المظلوم لا الظالم كابن آدم الأول
وهذه القواعد أو الأمور السابقة هي الأسس المهمة لحل المشكلات .
وتوجد نقطة ذكرها أحد الأخوة ، ولآهميتها في الوصول للرضا ، والقناعة سوف أضيف إليها
هذه الكلمة :
: أن الله تعالى أنزل الأرزاق وقسمها بحكمة ,
قد لا تظهر لك إلا بعد مدة طويلة فتحمد الله على ذلك لأنه لو أغناك وأنت مسرف
أو مستهتر فقد تضيع مالك ودينك , لكنه أغناك بعد ما اتبعت منهجه وتوسطت في الإنفاق
بين التبذير والتقتيير , ثم إن الله تعالى من حكمته أن خلق الأغنياء والفقراء وخلق الاختلاف في الأجواء
وغيرها لنعرف نعمة الله علينا من رؤية هذا الاختلاف
( وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {3/189}
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ {3/190}
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا
مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) آل عمران
قال تعالى : (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ )الشورى 27 ,
وخلق الله الأغنياء والفقراء لحكمة أيضا وهي تسيير أمور الناس والفقراء
يقومون بالأعمال الوضيعة ولكنها شريفة ومن يقم بهذه الأعمال لو خلق الله العباد كلهم أغنياء ؟
وقال سبحانه: (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا) الزخرف : 32 .
وجزاكم الله خيرا
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/
size]،
أخوكم المحب الناصح همام hamam129