السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،


أختي الكريمة ،،،

هناك فئة من الناس من النوع المتردد في اتخاذ قراراته ،،، ويبدو أنك أحدهم ،،، وهذا ليس عيبا كبيرا ،،،

لكنه يمكن تعديله .

بعض الناس أيضا متسرعين في اتخاذ قراراتهم وقد يستشيرون في أمر ما لكنهم يتخذون القرار سريعا ،،،

ومن ثم يفشلون ،،،، أتدرين لماذا ؟


ورد عن الإمام أحمد بسند ضعيف قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحق ما تردد في القلب وإن

أفتاك الناس وأفتوك". لكن هذا لا يمنع أهمية الاستشارة مطلقا فهي أمر في غاية الأهمية .


قد ترين في هذه المقدمة السابقة خروجا عن الموضوع ،،،، لكن لأنني أريد أن أصل بك الى أمور أخرى تتضح

في نهاية مشاركتي إن شاء الله.

فقد اتفقنا على أن الناس فئتين أولاهما الفئة المتسرعة ،،، والأخرى الفئة المترددة ،،، وما خشيته أن

تنتقلي من الفئة المترددة الى الفئة المتسرعة .


أختي الفاضلة

للتغلب على التردد في أمورك وقراراتك فيجب عليك أن تبدأي بتدريب نفسك على اتخاذ قرارات بسيطة

فمثلا حضور دورة لمدة يومين ليست قرارا مصيريا صعب التنفيذ إذا أن ما عليك سوى التوكل على الله والتأكد

من فاعلية الدورة وتحقيقها للفائدة وأن المبلغ الذي ستدفعينه لأجلها يستحق ذلك ،،، وأن لديك الوقت

الكافي لحضور الدورة .

إذا تجاوزتي هذه الأمور ،،، فتوكلي على الله واحضري هذه الدورات دون تردد فهي أولى الخطوات في

التدريب على عدم التردد إذا أن النتيجة التي ستحصلين عليها تعطيك ثقة في نفسك وفي إمكانية حضور

دورات ودراسات لأوقات أطول .

أغلب الأشياء التي نتردد في اتخاذ قرار بشأنها هي عدم وجود الخبرة والإلمام بالشيء ،،، وبعضه ينتج من

الخوف من تحمل المسئوولية .


إن ما يلزمك أختي الكريمة هو الوقت والعزيمة والمداومة لتتمكنين من التغلب على ترددك .

وقرارات مصيرية تحدد مستقبل الإنسان لا بد لها من وقت كافي ودراسة شاملة قبل أن تتخذي قرارك .


فعليك أولا أن لا تفقدي الثقة في نفسك مطلقا ، ثم بعد ذلك تقومين بدراسة أي قرار تتخذينه دراسة كافية

،،، لكن كيف تكون دراسة القرار ؟


ليست دراسة مثل هذه القرارات من خلال بحوث علمية أو دراسات استراتيجية



إنها فقط أسألة تسألينها نفسك وتكونين صريحة مع ذاتك هل بالفعل ستتحقق الفائدة ؟؟


وهل بالفعل لا يوجد عقبات تمنع حضور مثل تلك الدورات ؟؟


إن كنتي لا تعرفين الاجابة فاسألي من هو قريب منك ،،،


لكن لنفترض يا أختي الكريمة أنه يوجد عقبات معينة فاسألي نفسك هل تستطيعين تجاوز تلك العقبات

لتحقيق نتيجة أكبر ؟ ثم اعملي على تجاوز أي عقبة ورتبي أمورك على ذلك .



أختي الفاضلة ما عرفته من موضوعك أن لديك أوقاتا طويلة بلا عمل فاعلمي أن حضور اي دورة ستحقق لك

الفائدة فابدأي بها ،،، ولو بدورة واحدة ،،، وستجدين نفسك قادرة في المستقبل على اتخاذ قرارات أكبر .


هناك بعض الخطوات التدريبية في التدرب على اتخاذ القرارات وهي :

1- عودي نفسك على تحمل مسؤوليات أكبر في حياتك شيئا فشيئا وحبة حبة .

2- يمكنك أن تطلبين من من هم حولك أن يسندوا اليك مسؤوليات صغيرة وبسيطة وخدمات تقدمينها لهم ،،

لأنك ستجدين نفسك ملزمة بالتنفيذ لعدم الوقوع في الاحراج ، وأنتي بإحراز شيء من النجاحات في هذا

تكوني قد خطوتي خطوة كبيرة نحو الثقة في النفس وعدم التردد.


3- حاولي بقدر المستطاع الإطلاع والقراءة وزيادة التثقيف من خلال القراءات المتنوعة على الثقافات والأفكار

لتكتسبي مزيدا من اكتساب المعرفة والمعلومات لأن ذلك سيزيد من ثقتك في نفسك بحصول معلومات أكبر

في حصيلتك العلمية .


4- قد تضيع منك يوما ما فرصة مواتية فلا تلومي نفسك بسبب ترددك ،،، فكل إنسان مهما كان عمره أو

درجة تعليمه،،،، يحتاج إلى التدريب على اكتساب المزيد من المعرفة والثقة بالنفس. وتذكري أنه لا يوجد

إنسان لم يُضع بعض الفرص بسبب تردده، فالإنسان يتعلم دائماً من أخطائه حتى يتغلب عليها، كما يتعلم

أيضاً من أخطاء الآخرين.