نعم.. التربية هي الأساس وهي المكون الأساسي لشخصية الإنسان، ولذا حرص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عليها وجعلها المسؤولية الأولى للأبوين فقال: (والأب راع ومسؤول عن رعيتة... والأم راعية ومسؤولة عن رعيتها... ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
وأغلب المشاكل فعلا تقع في الأسرة لغياب الرجولة الحقيقية والأنوثة الحقيقية، فالرجل مثلا ينظر باعتبار رجولته أنه يحق له أن يفعل ما شاء فهو يصاحب الخليلات وينظر في المحرمات ويفعل ما يحلو له لأنه (رجل) فطول حياته تربى على أنه (ولد) يحق له ما لا يحق للأنثى وهذه كما ألاحظ تربية أغلب الناس في الشرق بل وبعضهم يؤيدونها من واقع ديني باعتبار ان الإسلام فرق بين الرجل والمرأة وهم في فعلهم هذا بعيدون أشد البعد عن واقع وفهم الإسلام الصحيح.
والمرأة تهمل في بيتها ولا تدير شؤونه ولا تتصرف بحكمة وتلقي بكامل المسؤولية على كاهل الزوج باعتبار أنها (أنثى) ولا يجب عليها أن تتدخل في هذه الأمور فهي قاصر ولا تعرف شيء لأنها تربت أنها (بنت) شغلها البيت والطبخ ...الخ
وهذه زاوية واحدة من هذا الموضوع الكبير والمتفرع.
أما غياب واقع الرجولة والأنوثة ... فالمرأة تنسى أنها تتعامل مع (رجل) والزوج ينسى أنه يتعامل مع (أنثى)، فهي بالفعل مشكلة عويييصة، فالزوجة مثلا تخرج بغير اذن زوجها وأنا اقول للزوجة: حتى لو كنت تعلمي مسبقا أن زوجك لا يمانع بتاتا من خروجك فيجب عليك أن تستأذنيه وتخبريه لأن هذا يسعده ويجعله يشعر برجولته، والزوج إزاء هذا التصرف يغضب ويثور ويعصب وينزل عليها أقسى أنواع العقوبات ولو اعتبرها طفلة صغيرة أخطأت لاحتضنها بحب ووبخها بهدوء وقال لها: انت لا تزالي صغيرة واذا اردت الذهاب إلى اي مكان لا بد ان تخبريني حتى لو حصل لك اي مكروه استطيع أن انقذك واكون في خدمتك.
وهذا بالطبع مثال واحد فقط، في دور تأخذ فيه المرأة دور الرجل وتتصرف كما شاءت، ويتصرف الرجل برجولة خاطئة وينسى أنه يتعامل مع أنثى، حتى لو اخذت دور الرجل لفترة ما فإنها ولا بد ستنكسر ولا تستطيع تحمل هذا الدور، ولذا شبه النبي الكريم النساء فقال: (رفقا بالقوارير)
فعلى الزوجين أولا المصارحة دائما، بأن يطلب الزوج من زوجته أمور لا بد ان تضعها نصب عينيها لأن هذا من حق رجولته، وهو في المقابل يدللها ويحرص على تلبية طلباتها وحتى لو كان لا يستطيع فليادرها مثل الطفلة ليشعرها بأنوثتها.
وعذار على الإطالة، وإن كان للحديث بقية.