آه ثم آه يا أم جمانة لقد أدميت جرحا كاد أن يطيب ..
فكم هي المعاناة التي يشعر بها الأبناء بمختلف أعمارهم من عدم افتخار والديهم بهم ولا يكتفون بذلك بل أنهم يتعدون ذلك إلى أنهم يهزأون بهم وفي نظري أن المسالة مسألة خوف على الذات وأقصد بكلامي أن الطفل أو الإبن بصورة عامة لو أخطأ أمام الضيوف مثلا فنجد أن الأم أو الأب قد يعاقبه ليس بدافع التنبيه على الخطأ وإنما بدافع إثبات ذاته أمام الضيوف ليلفت نظرهم أنه صاحب كلمة ولا يسكت عن الخطأ وأنه يحرص على تربية أبنائه خير تربية حتى لو كان الموضوع عكس ذلك تماما .. وفي مثل هذه المواقف فهو فكر في نفسه ولم يفكر في ابنه وكيف ينبهه على خطأه أو كيف له أن يجرح مشاعره أمام الناس
وأذكر موقف في يوم من الأيام كنا في جمعة عائلية عند أحد أقاربي وعند وقت العشاء كان أحد الأباء يعنف ابنه بشده لأنه أكل شيئا من الأكل بيده اليسرى والمضحك المبكي أن ذلك الأب في نفس الوقت واللحظة التي كان يتكلم فيها كان يمسك ويشرب من كاسة العصير باليسار دون أن يشعر فقلت في نفسي ولله في خلقه شؤون
ولكن أبشرك بأنني ولله الحمد أكني وأنادي أبنائي بأفضل ما يحبونه أمام الناس وأفتخر بهم وأذكر أفضل مافعلوه خلال اليومين التي سبقت ذلك اللقاء وإذا حصل مني سهوا وذكرت أمرا لايحبذونه أعتذر منهم وأعدهم بعدم تكراره
بوركت أم جمانة على طرحك المفيد والرائع نفع الله بك وزادك حبا وافتخارا بأبنائك وحفظ لك أباهم