المشاركة الأصلية كتبت بواسطة A b d u l l a h

نسألُ الله أن يُباركَ لكِ وعليكِ.

لا أريدُ أن أصرفك عن الرجل يا أختي الكريمة، لكني عبرتُ بكلمة أثارت لديّ بعض المخاوف في موضوعكِ، وهو أن الرجل سيء الظنّ.

سوء الظنّ يختلط في العادة بسوء النوايا، وأكثر سيئي الظنّ مصابون بهالة ملونة من الوساوس والظنون والشكوك. سمعتُ وقرأت في عدة مصادر أن المصابين بالبارانويا، أو الوساوس الشكوكية تجاه الآخرين، يكاد يستحيل تغيير سلوكهم النفسيّ هذا.

فإذا امتزجت العصبية بالظنون السيئة، أخرجت لنا شيئاً لا يُطاق! وهذا الـ "لا مُطاق" في تقديري المتواضع، قد يكون سبباً مباشراً لحالة الطلاق الأولى التي يدفعُ ثمنها هذان الطفلان البريئان.

خطيبكِ يضع أطفاله في سلم أولوياته، وهذا حقٌ مشروع. هذان الصغيران في تربيتهما والإحسان إليهما أجرٌ لا يعلم مقداره إلا فاطرُ السماوات والأرض، لكني أتعجّب من قلب تلك الأم التي تركت طفلاً رضيعاً بين يدي أبيه! وإن كنتُ لا أجدُ عُذراً لقسوة القلب هذه، إلا أنّ الأمر تحوم حوله علامات استفهام! هل نقول مثلاً أنها "كرهت" الرجل وماله وما إليه بما في ذلك أطفاله؟ أم أنّه أصرّ على انتزاع طفليه انتزاعاً من حضن أمهما؟ كلا الحالتين تستحقّان الوقوف والتأمّل.

شعور الراحة الذي غمركِ أثناء الرؤيةالشرعية شعورٌ مبرر، وله مايفسره. ربما كان وسيما، أو جذابا، أو ذا حديثٍ يأسر العقل والقلب. أناقة الملبس وروائح العطور الفاخرة وحلاوة اللسان ترسم صوراً مغايرة لحقائق الأشخاص! المعدن يختبي في الأعماق، ولا يظهر إلا مع أول انفجار.

لا ينبغي أن يخلقُ الصغيران مشكلة لكِ. الرضيع سوف ينشأ بين يديكِ إن شاءَ الله، ولن يعرف أماً سواكِ. الطالب الصغير سوف يتعلّق بكِ سريعا. وسواءً بقيتِ سنةً أو سنتين أو ثلاثا دون أطفال، سوف تعشقين يوماً حلم الأمومة، فالصغار وراءكِ وراءكِ، إن عاجلاً أم آجلا.

لكن دعي أبوكِ يسألُ جيداً عنه وعن سبب طلاقه الأول. إن كان للعصبيّة والشكوك والظنّ السيء دورٌ في ذلك، فأعيدي حساباتك جيدا، فإنّ العيش مع أهل الظنون كالمشي حفياً على الرمال وقت اشتداد القائضة.

اللهم اجل عنها غمّتها، وفرّج عنها كربتها، ويسّر لها أمرها، واشرح لها صدرها، واحلل عقدةً من لسانها، وأنر لها دربها، وأثقل ميزان حسناتها، واكتب لها خير ما أعطيت، واصرف عنها شر ماقضيت، إنّك يارحمان تعلم ما لانعلم، إنك سبحانك الأعزّ الأكرم.

اللهم آمين،،،

عبدالله،،،