ومع كل ما ذكرنا فإن الاغتسال بعد الجماع لا يخلو من حكمة لمن أنصف وتأمل ونظر نظرة أعمق.
ويعجبني هنا ما قاله الإمام ابن القيم
ردًا على من عجب من تفرقة الشارع بين المني والبول فأوجب الغسل
من المني دون البول قال :
" هذا من أعظم محاسن الشريعة وما اشتملت عليه من الرحمة والحكمة والمصلحة، فإن المني يخرج من
جميع البدن . ولهذا أسماه الله " سلالة " لأنه يسل من جميع البدن فتأثر البدن بخروجه أعظم من تأثره بخروج البول.
وأيضًا فإن الاغتسال من خروج المني من أنفع شيء للبدن والقلب والروح.
قال الله سبحانه و تعالى
(وان كنتم جنبًا فاطهرو) (المائدة: 6)
وقوله سبحانه وتعالى
يأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبًا
إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا). (النساء: 43).
وقال عليه الصلاة والسلام
((عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ
يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءهُ
لِلصَّلاةِ ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ
أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعْرِ حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدْ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاثَ حَفَنَاتٍ ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ
جَسَدِهِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ " رواه مسلم 474
بارك الله فيك أخي الكريم أبو سلطان وجزيت كل خير[COLOR="Red"]
التعديل الأخير تم بواسطة ليتني اسلى ; 04-12-2007 الساعة 07:30 PM