الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم إشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
أرجو أن ننظر فيمن حولنا لعلنا نجد ضالتنا. ولعلي أشير إلى أن القتاتين: فتاة الليل وفتاة النهار تمّ دفعهما إلى ما هما فيه نتيجة لأمور خارجة عن نطاقهما. فالفتاة الليل لم تولد لعوب ولم تتربى لتكون كذلك ولو سمعنا منهن لوجدنا أمور أخرى سببت ما هن فيه مثل:
1- التفكك الأسري: حين تنشأ في بيت الأب والأم فيه منفصلين إنفصالاً حقيقياً أي طلاق والعياذ بالله أو معنوياً أي لا تواصل ولا حب بينهما. الأب لاهي خارج البيت والأم داخل البيت مشغولة بالتلفون والجارة والأسواق وغيرها. حين تنشأ البنت في هذا الجو، لا يوجد توجيه لها، ما هو الصحيح وما هو الخطأ؟ والمسألة ليست مجرد صراخ وأوامر بل هي بشر.. مشاعر وأحاسيس والبنت أكثر من الولد وأقوى في مشاعرها واحاسيسها تحتاج لمن يخاطب روحها وقلبها منذ نعومة أظفارها ليملك قلبها وبالتالي عقلها فتتقبل النصح والإرشاد وتحفظه في عقلها إلى الأبد فتكبر وهي حريصة على أن لا تعصي أمر من ملك قلبها والذي يجب أن يكون في هذا المقام ( الأم ). وكذلك تحتاج إلى الشعور بالأمان والرعاية وتلبية إحتياجاتها المادية من أكل و شرب وهدايا وغيرها والمعنوية مثل المدح والثناء وغيرها وهذا هو دور ( الأب ) وغياب أحد الدورين يسبب الخلل فتنشأ البنت تنشئة غير سوية تتفاوت في خطورتها بحسب ما يقوم به الوالدان من أمور سلبية. فالمعاصي والكبائر إذا ارتكبت داخل البيت من الوالدان سبب ذلك لدى البنت إستخفاف بالمعصية لذلك هي تكلم الغريب وتخرج معه في البداية وهي ترى أن هذا شيء بسيط لأن دور الأم غاب في التوجيه وحل مكانه إستخفاف بمراقبة الله.
2- الصاحب ساحب: قد يسحب إلى الخير أو قد يسحب إلى الشر وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ( حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة ) صحيح البخاري، كتاب الذبائح والصيد، باب المسك. والحقيقة أن هذا مزلق خطير جداً فكثير من البنات في تربين تربية طيبة في بيوت أهلهن لكن تعلمن مثل هذه الأمور في المدارس. ونعود للنقطة الأولى وهي إذا غاب دور الأم في ملء قلب إبنتها بحيث تكون مستقر أسرارها وقلبها فربما يضعف تاثير الزميلات الفاسدات، لكن إذا غاب هذا الدور، ملكت هذه الفاسدة قلب البنت البرئية فتبدا بإغراءها عن طريق قص القصص الكاذبة والقصص التافهة عن الحب والمغامرة والشباب وغير ذلك وتتدرج إلى أن توقع بالمسكينة. وهذا السبب خطير جداً وأرى أنه سبب اساسي فس كثير من الحالات.
3- الإعلام المضلل: من فضائيات وبرامج ساقطة تروج للرذيلة داخل البيوت. فكم من قناة تعرض أجساد النساء من مذيعات وممثلات وغيرهن وتمجد هؤلاء الماجنات وتعمل معهن المقابلات وكأنهن رمز الشرف والفضيلة. وتحسّن كذلك مسألة الكلام بين الجنسين في أمور الحياة مثل امور الجامعة وهموم الحياة الإجتماعية وغير ذلك حتى ترى الفتاة أن كلامها مع الشاب واختلائها به هو أمر عادي جداً طالما انه في حدود الأدب ونحن محترمين وقلوبنا صافية ولا نقصد الشهوة وترمي بكلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - عرض الحائط حيث يقول - صلى الله عليه وسلم - ( .. لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ..) رواه الإمام أحمد في مسنده عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى بعكسنا نحن الذين لا نتكلم إلا بالهوى فهو صلى الله عليه وسلم أعلم بقلوبنا وبما هو أصلح لنا لكن تأتي تلك القنوات حتى تبعدنا عن هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وتريدنا أن نستبدله بأقوال علماءهم الذين أتوا بعلومهم من شرق أو غرب وأما هو صلى الله عليه وسلم أتاه العلم من لدن عليم خبير عزّ وجلّ.
4- الإنترنت: ولعلها تتيع النقطة السابقة لكن الإختلاف بأن معرفة فساد الفضائيات أمر واضح أما الإنترنت فما زال غير معروف للكثيرات وفي الحيقية أن الإنترنت مجال كبير للمعرفة وهو كذلك مجال كبير جداً للفساد. ونعود إلى النقطة الأولى في غياب دور الأهل في الرقابة على الأبناء فيما يرون في شاشات القنوات أو شاشات الحاسوب. ونعود إلى أن دور الأم مع الفتاة دور حيوي وعظيم في رائي أن مفتاح الأمور كلها. فإذا كانت البنت المراهقة تعود لأمها في جميع أمورها لعلمها أنها الصدر الحاني عليها وأنها نبع الحب الصادق وليس الزائف التي تراه أو تسمعه من الآخرين فيصعب على الذئاب أن يفترسوا هذه الفتاة وخصوصاُ مع وجود الأب الحنون نبع الأمان والحنان.
في الحقيقة أن هناك أمور أخرى لكن أخشى الإطالة والملل وأرجو المعذرة إذا كان في الكلام خطأ أو إطالة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.