حبيباتي رجعت لكم من جديد ..
أحب أكمل لكم بقية مناسك الحج ..
في اليوم العاشر(يوم العيد) وبعد ان سعينا رجعنا إلى السكن وارتحنا إلى الساعة الحادية عشر ثم انطلقنا إلى منى لقضاء بعض الوقت وليكتب لنا أجر المبيت وهناك التقينا بأحد الأقارب وقضينا معهم أجمل الاوقات واسعدها ..ثم صعدنا إلى جسر منى وبقينا هناك إلى آذان الفجر صلينا الفجر ثم رجعنا إلى السكن مرة اخرى ..ارتحنا ونمنا من عناء يوم شااق ومتعب يحمل معه كل لحظات السعادة والفرح ..
وعند الساعة الحادية عشر صباحاً استيقظنا وتناولنا الافطار ثم صلينا الظهر واتى موعد الغداء وتغدينا جميعاً ..ولله الحمد والمنه ..
وبعد صلاة العصر ..انطلقت أنا وزوجي إلى منى وجلسنا هناك بانتظار أحد الأقارب وفي أثناء ذلك بدأنا بجمع الحصى وبعد صلاة العشاء انطلقنا إلى الجمرات مكبرين ومهللين ..ولكن هذه المرة ولله الحمد والمنة كنت أسير على قدمي (بدلاً من العربية)..وصلنا إلى الجمرة الصغرى ورمينا الحصى يتخلله التكبير ثم اتجهنا إلى القبلة ودعينا ..وبعدها توجهنا إلى الجمرة الوسطى ورمينا السبع الحصيات ثم دعينا كذلك ..واخيراً توجهنا إلى جمرة العقبة الكبرى ورمينا الحصى وهنا لم نقف للدعاء كما امرنا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ..كانت لحظات جداً جميلة لا يملأ المكان سوى صوت الحصى وصوت التكبير ودموع الحجاج تسكب هنا وهناك ..
لا أخفيكن من شدة سعادتنا بأداء المناسك وبعد أن رمينا الحصى نظرت إلى زوجي ونظر إلي واللسان عاجزة تماماً عن التعبير فيما يدور بالخاطر لم أملك سوى أن سلمت عليه ودعيت له من كل قلبي أن أوفى بوعده لي ..ان يكون هديتي زواجنا هو أداء الحج ..
تصدقون يا أخواتي ..والله العظيم ..وانا أكتب لكم عن هذه اللحظات الايمانية ..دموعي على خدي تتساقطت ..
بارك المولى في الجميع ..
رجعنا إلى خميتنا الصغيرة وتناولنا العشاء وكان ذلك عند الساعة العاشرة ..تجاذبنا بعض أطراف الحديث نتذكر سويا هذه اللحظات وتلك الأماكن وتلك الساعات التي قضيناها في أداء المناسك والقلوب تملأها الحسرة على اقتراب موعد الرحيل..ثم نمنا واستقظنا على الساعة الخامسة عند آذان الفجر تقريباً وانطلقنا إلى موقع السكن فمررنا بمسجد بن باز وادينا صلاة الفجر هناك ثم أكملنا المسير إلى السكن ..وهناك أخذت ألمم بقية عفشي ..ووكلت زوجي بأن يرمي عني اليوم المتبقي لأننا متعجلين ..وعند الساعة التاسعة صباحاً أتي أخي إلى موقع السكن وودعت زوجي وذهبت إلى أهلي ..
وما زلت إلى اليوم وأنا عندي أهلي ..
أما بالنسبة لزوجي فقام بأداء بقية المناسك رمي اليوم الثاني عشر وطواف الإفاضة والوداع .ثم اتكل برحمة الله وعونه تحرسه عين الله التي لا تنام إلى مدينتنا ..
ليتك تعلم ياغالي ما اكنه لك من حب وتقدير ..رزقك المولى من حيث لا تحتسب وفتح لك أبواب رزقه ووسع لك في رزقك ..واسعدك وأفرح قلبك بما تحب وتتمنى ..وجمعني بك القدير في جنات النعيم ..اللهم آآآآآآآآمين ..