العلاج حسب الاسباب
قبل المباشرة بالعلاج الطبي أو الجراحي يجب على الطبيب المعالج اقصاء بعض الحالات الطبية التي قد تسبب السلس والتي لا تحتاج إلا وسائل بسيطة لمعالجتها فحسب ومنها التشوش الفكري والالتهابات البولية وضمور المهبل بسبب نقص الهرمون الانثوي وتأثير بعض العقاقير والامراض النفسية وإفراط التبول وتقييد الحركة والبراز المرصوص، واما بقية الحالات فتتم معالجتها حسب اسبابها وشدة أعراضها ودرجة ازعاجها وتأثيرها السلبي على جودة حياة المريضة ورغبتها في المعالجة وتقلبها نتائجها المرتقبة واحتمال فشلها وخطرها ومضاعفاتها.وينقسم العلاج إلى الجراحي وغير الجراحي كما يلي:
1- العلاج غير الجراحي:
إن تغيير بعض النشاطات اليومية والعادات الروتينية قد يساعد في بعض تلك الحالات، وذلك يشمل التقليل من شرب السوائل وخصوصاً المدرة للبول كالشاي والقهوة وبعض المرطبات ومحاولة تفريغ المثانة بطريقة منتظمة في كل ساعتين تقريباً والقيام بتمارين لتقوية الصمام الاحليلي وذلك بتقلصه وارخائه المتتابع لمدة 10ثوانٍ عشر مرات في الصباح وبعد الظهر والمساء والمرأة مستلقية على ظهرها وجالسة وواقفة وذلك لمدة 3أشهر على الأقل.
والجدير بالذكر انه من المهم ان تتعرف المرأة بثقة على صمامها قبل البدء بالتمارين ويساعدها طبيبها على ذلك لأنها اذا ما قلصت عضلات أخرى فلن تستفيد من تلك المعالجة لا بل قد تسوء حالتها وعليها ايضا التحلي بالصبر والمثابرة لأن نجاح هذه الوسيلة قد يتطلب عدة شهور قبل حدوثه وقد يصل إلى نسبة 33% من الشفاء بعون الله عز وجل وحوالي 35% من تحسن الحالة.
وبعد ان تتم تقوية الصمام تستطيع المرأة تقلصه قبل القيام بأية حركة أو نشاط قد يسبب السلس. وتستطيع ايضا استعماله في حال وجود تقلصات غير إرادية ومفرطة للمثانة فتحد منها بواسطة تقلصها المتتابع للصمام. ومن الوسائل الأخرى إعادة تدريب المثانة على التبول التي تقوم على زيادة تدريجية في المدة ما بين التبويل المتتابع يوميا أو اسبوعيا للوصول إلى فترة ما بين 3 أو 4ساعات من التحكم بالبول أو استعمال التلقيم الراجع الايجابي اثناء تمرين الصمام في البيت أو في المستشفى بمشاهدة تخطيط الصمام الالكتروني على شاشة الفيديو ومحاولة التحكم به. ويمكن ايضا استعمال التنبيه الكهربائي أو المغنطيسي لتقوية عضلات الصمام أو الفرازج المهبلية الخاصة أو اجهزة اقفال الاحليل خارجيا أو داخليا. واما بالنسبة إلى العلاج الدوائي فقد استعملت في الماضي بعض العقاقير واللصقات الهرمونية الانثوية بنجاح متفاوت وغير مضمون إلا في بعض الحالات وقد ظهر حديثا عقار جديد لا يزال تحت الاختبار وهو دولوكستين Duloxetine الذي أعطى نتائج أولية جيدة.
ومع تدني في نسبة السلس إلى أكثر من 50% وتمديد المدة بين التبويل المتتابع إلى أكثر من 20% وتحسن في جودة الحياة في حوالي 62% من الحالات وشفاء حالات السلس البولي تحت الضغط بنسبة 10% تقريبا بعون الله عز وجل وذلك في غضون 4اسابيع من استعماله.. ومن اعراضه الجانبية الغثيان بنسبة حوالي 23% مع التوقف من استعماله لهذا السبب لدى حوالي 6% من المريضات. اننا نترقب بشغف الموافقة على هذا العقار المتميز لنتمكن من استعماله في العديد من حالات السلس البولي تحت الضغط. وفي حال وجود توتر في أعصاب المثانة أو ما يسمى المثانة يتم علاجها بالعقاقير والتمارين على الصمام أو بحقن مادة "بوتوكس" في عضلاتها مع نتائج جيدة.
2- العلاج الجراحي
إذا فشل العلاج غير الجراحي أو توقفت عن استعماله المريضة نفسها لأسباب شخصية أو رفضه فيمكن عندئذ القيام بعملية جراحية حسب فئة السلس وأسبابه وذلك بعد شرح كل الوسائل العلاجية للمريضة ونسبة نجاحها ومخاطرها ومضاعفاتها وكلفتها. فإذا ما كان سبب السلس تعطيل في الصمام الاحليلي الداخلي فيمكن حقن بعض المواد المضخمة مثل الكاجين حول الاحليل بالإبرة تحت بنج موضعي لمساعدة التئامه واغلاقه وبنجاح قد يصل إلى حوالي 40% من هذه الحالات على المدى الطويل وأحيانا بعد محاولات. وقد تستعمل أيضا الجراحة المفتوحة مع رفع المثانة وعنقها والاحليل معا نحو الحوض بتخييط الانسجة حول الاحليل وعنق المثانة إلى رباط "كوبر" في الحوض الواقع في اسفل عظم العانة مع نجاح في حدود 90% على المدى الطويل. وقد استعمل حديثا على الألوف من المرضى عالميا وسيلة جراحية مبتكرة وناجحة مبنية على غرز شريط مصنوع من مادة "البوليبروبيلين" تحت وسط الاحليل وتمريره إلى فوق العانة تحت الجلد بدون أي تخييط أو تثبيت وذلك تحت بنج موضعي أو عام وأحيانا بدون الحاجة إلى الاستشفاء لمعالجة كل حالات السلس البولي تحت الضغط إذا ما كان سببها تلف وتعطيل في الصمام الاحليلي الداخلي أو فرط تحرك الاحليل إلى الاسفل وذلك بنجاح في حوالي 85% من الحالات على مدى 5سنوات ويعمل هذا الشريط بأغلاق الاحليل عند زيادة الضغط في البطن ومن مضاعفات تلك الجراحة التي تحصل بنسبة 10% تقريبا اختراق المثانة أو الامعاء أو أوعية الحوض بالإبرة الخاصة التي تستعمل لسحب الشريط أثناء العملية مع عواقب قد تكون وخيمة ونادرا مميتة في القليل من الحالات ما بين مئات الألوف التي استعملت فيها هذه العملية الجراحية، بدون أية مضاعفات ومع الاحتباس البولي بعد العملية وتآكل نسيج الاحليل والمهبل وعنق المثانة وحدوث الحاح وتأثر تلقائي للمثانة ويجب التشديد انه يجب الامتناع عن اجراء تلك العمليات إذا ما ارادت المرأة ان تحمل من جديد لأنها ستفشل حتما بعد الولادة. وبالرغم من ذلك فإن تلك الوسيلة هي من ابسط وافضل الوسائل الجراحية إذا ما أجريت على يد اخصائي لديه الخبرة الواسعة والمهارة العالية في اجراء تلك العمليات. وإذا ما تبين أثناء العملية وجود قيلة مثانية مستقيمة أو فتق مهبلي خلفي فيجب تصحيحهما معا في وقت واحد في أغلب الحالات.
وأحيانا يحبذ استعمال انسجة ذاتية كلفافة العضل المستقيم كوشاحة مغروزة تحت عنق المثانة كوسيلة أخرى في تلك الحالات مع نجاح يفوق 85% مع مضاعفات قليلة وغير خطيرة.
الخلاصة
السلس البولي الذي يسببه ارتفاع الضغط داخل البطن هو الأكثر شيوعا لدى النساء عالميا. تشخيصه يتم في العيادة ويرتكز على الاستنطاق والفحص السريري الكامل واجراء بعض التحاليل المخبرية وأحيانا تخطيط المثانة والاحليل والصمام الالكتروني. فيزيولوجيته المرضية متعددة الأسباب والظواهر وعلاجه يتم حسب مضايقته وازعاجه وتأثيره على جودة الحياة بأبسط الوسائل وأقلها خطراً ومضاعفات كالتمارين للصمام وتدريب المثانة واستعمال عقار "دوكولستيبن" عندما يتوفر في الأسواق. وفي حال فشل العلاج غير الجراحي أو رفضه من قبل المريضة أو توقفها عن استعماله وإذا ما اختارت العلاج الجراحي فيمكن حقن المواد المضخمة حول الإحليل أو اجراء عملية مفتوحة خلف العانة لرفع المثانة والإحليل أو بغرز شريط تحت الاحليل موصول إلى العانة تحت الجلد مع نجاح كبير.
ان السلس البولي عند النساء حالة شائعة ومنتشرة عالميا تؤثر على جودة حياتهن وتسبب لهن الإحراج والاكتئاب والمشاكل العائلية والاجتماعية والزوجية وتمنعهن من الاستمتاع بحياة ممتعة وقد تؤدي إلى اصابتهن بالكسور في العظام نتيجة الانزلاق. ان هذه الحالة ليست طبيعية ولا يمكن اعتبارها نتيجة التقدم بالعمر وأمل شفائها، بمعونة الله سبحانه وتعالى بالوسائل الطبية أو الجراحية مرتفع جدا. فليس هنالك أي مبرر لأية امرأة تتخبط في براثن العذاب والشقاء نتيجة سلسلها.وإذا ما أردات الشفاء فما عليها،إلا أن تستشير الاخصائي في تلك الحالات لمناقشة سبل العلاج والاستفادة منه واستعادة متعتها وحيويتها وبهجتها وجودة حياتها واحترامها الذاتي إن شاء الله.
ارجوا ان اكون افدتك
__________________
اللهم لك الحمد حتى ترضى