هذه مقالة لي لعل فيها فائدة حول حب التملك :
الحب الحقيقي ـ من كلا الزوجين ـ يعني العطاء ، فكل واحد يبذل ما يستطيع من أجل إسعاد من يحب ، لكن حينما يكون الحب يجعلني أحكم تصرفات من أحب فلا يتحرك ولا يفعل ولا يترك أيُ شيءٍ إلا بعد معرفتي وموافقتي فهذا هو حب التملك وهو دائما يعطي نتائج سلبية ، لأن كل شخص يحب أن يكون له شخصية مستقلة في أرائه وسلوكه وتفكيره ، لكن عندما يجد أن الطرف الآخر هو الذي يحكم تصرفاته ويسيرها كيفما أراد ، ليس لأنها خطأ ومخالفة للصواب بل لأنها لم تكن صادرة تحت موافقته فهذا هو المقصـود بحب التمــلك ، وهو ليست غيرة ، بل هو حب السيطرة والذات ؛ أن من أُحِبُّهُ يكون لي وحدي .
وهذا الحب يجلب الويلات لأنه تحكم لا داعي له ، فالطفل الصغير المميز والذي لا تمييـز عنـده لا يحبـان أحـداً أن يسيـطـر عليهما ، فمـا بـالك بالكبير يُقاد دون أن يُؤخذ رأيه ؟! ، هذا لا يمكن أن يقع أبداً إلا من إنسان عاجز .
صاحب حب التملك قد يحب من يقوده حباً صادقاً لكنه في النهاية يجني على نفسه ، لأنه لن يرضى أحد أن يكون متبوعاً بكل ما تعنيه الكلمة ، لذا قد تحدث نزاعات وخلافات تؤثر في هذا الحب فتجعله بغضاً من الطرفين حتى ربما أدى ذلك إلى الطلاق.
أما المتبوع فيغضب لأن كبريائه جُرح فأصبح لا يُسمع قوله ، وأما التابع فإنه يغضب لأنه اُنْتشِلَت منه حريته ورأيه ، ويرى أن من الحماقة أن ينساق لما يقوله الطرف الأخر ، فيفعل ما يراه ولو كان مخطئاً ، المهم أن يكون له شخصية مستقلة .
الحب الحقيقي مزيج من حب مع إعطاء الطرف الأخر حرية الرأي فيما يقدم عليه ، وهذا يكسب الجميع التقدير والاحترام من الطرفين .