والأمر لا يتعلق فقط بموضوع الاستهزاء أو السخرية من العريس المتقدم لك، ولكن علاج هذا الخلل في سلوكك أمر مهم ينفعك في بقية حياتك، وفي تعاملاتك مع الآخرين سواء في المنزل أو مع الأصدقاء أو غير ذلك، فالإنسان الذي يصعب إرضاءه إذا لم يدرك نفسه فسيعيش تعيسا في غالبية حياته، ومن لا يقبل من الآخرين عيوبهم ولا يتحمل أخطائهم فسيحرم من العيس في هناء.
فحسن الخلق مع الناس، وتغيير السلوك أمر مهم، يحتاج للتكلف أو التدرب في التخلق بالخلق الفاضل، والتخلي عن السلوك أو الخلق القبيح، وقد حذر القرآن الكريم من السخرية والاستهزاء، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
وأيضا لا بد من أن تدربي نفسك وتعوديها على الرضا بالقدر والنصيب، وإذا لم تهذبِ نفسك فقد تقعي في تجربة مشابهة للأميرة الساخرة من زوج المستقبل الذي قد ينجح في ترويض النمرة المتمردة الساخرة.
2ـ وقد يكون السبب هو في التأثر بالغزو الفكري:
من أهم أسباب مشكلتك التي وقعت فيها أنت وتقع فيها بعض الفتيات، هو التأثر بالغزو الفكري الموجه من الدول الغربية المحتلة للبلاد الإسلامية منذ إسقاط دولة الخلافة الإسلامية واحتلال دولها، وقد انتهى الاحتلال العسكري لكن استمر الاحتلال أو الغزو الفكري، فالكثير من الفتيات يتأثرن بتربية الأفلام أو بمشاهدة المسلسلات التي رسخت المفاهيم المغلوطة في أذهان الشباب والفتيات ومنها: أن الزواج لا يأتي إلا بعد قصة حب خفيفة أو عميقة، أو لا يتم الزواج إلا بعد إقامة علاقة بين الفتاة والشاب قبل الزواج، وهذا أمر مخالف للشرع، حتى لو كانت العلاقة بريئة والهدف منها الزواج، فالزواج الناجح هو الذي يتم بالطريقة المحترمة أو التقليدية كما أثبتت الكثير من التجارب الناجحة