أربع قصص قصيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصة الأولى
إلى أختي الفاضلة التي تزوجت ورزقها الله الأبناء ولكن زوجها لم يصنها ولم يكن لها
طول الوقت وليس عنده من الوازع الديني لتنشئة ذرية صالحة وبالأحرى لم يكن ذلك
القدوة الحسنة لا لزوجته ولا لأبنائه كان يعامل زوجته معاملة سيئة للغاية
كان يضرب زوجته لأتفه الأسباب
وسبحان الله كما تدين تدان
تزوجت إحدى بناته ورزقها الله بزوج والعياذ بالله يضربها على الكبيرة والصغيرة
بل وتبقى أحياناً هي وأبناؤها بدون طعام لعدة أيام حتى تضطر أمها أن تبعث لها شيئاً من
الطعام ليسد رمقها ورمق أبناءها الصغار كل ذلك يحدث على مسمع ومرأى من والدها الذي لا
يستطيع أن يفعل شيئاً
مرة أخرى كما تدين تدان
القصة الثانية
إلى أختي الفاضلة التي لم تتزوج ولم يطرق باب بيت والدها أي خاطب وليس لعيب فيها
ولكن الله يرزق من يشاء
لجأت إلى الله فهي تقوم الليل تبتهل إلى الله تقرأ القرآن لا تخرج من بيتها إلا لظرف طارئ
تصوم يومي الإثنين والخميس تشغل وقتها في أعمال بيتها وسلمت أمرها لله
فهي لا تريد شيئاً من هذه الدنيا وتسأل الله ليل نهار أن يعوضها بدل صبرها
الفردوس الأعلى من الجنة
القصة الثالثة
إلى أختي الفاضلة التي تزوجت ورزقها الله الأبناء ولم تدم فرحتها في حياتها
فقد توفي زوجها وهي لم تزل صغيرة السن ورفضت الزواج وذلك لتربية أبنائها
والعناية بهم لقد صبرت وما زالت صابرة على قضاء الله
وبعد وفاة زوجها عادت لبيت أهلها تحمل حزنها على فراق زوجها
وتحمل معها طفلين صغيرين لا يدركان من الحياة شيئاً
وقف بجانبها أهلها وقدموا لها كل ما بوسعهم تقديمه
ربت أبناءها كما ينبغي ولم تزل تعتني بهم
القصة الرابعة
إلى أختي الفاضلة التي تزوجت ورزقها الله بزوج يخاف الله تعالى في السراء والضراء
لم يرزقها الله بالأبناء مباشرة مع محاولاتها اليائسة ثم أسلمت أمرها لله
وبعد سنين طويلة من الإنتظار استجاب الله دعاءها
رزقها الله بولد ثم بآخر ثم بآخر
وهي تعيش الآن فرحة شاكرة رب العباد على ما رزقها من زوج صالح وذرية حسنة
تقضي وقتها الآن مع أبنائها الصغار داعية رب العباد أن ينشئهم نشأة صالحة
أخواتي الفاضلات ربما تنطبق أياً من هذه القصص الأربع على الحالة التي تعيشينها
فإن كانت قصتك تسركي فهنيئاً لك وما عليك إلا الشكر على هذه النعمة التي تعيشين فيها
وإن كانت قصتك لا تسركي كثيراً فلا تجزعي أختي
وما هو إلا امتحان لك واحتسبي فالله لن يضيع أحداً
واستبشري خيراً فالفرج قريب إن شاء الله
وما عليك إلا الصبر والدعاء لرب العباد أن يرأف بحالك
وأن يغيره لحال ترضينه وأن يجعلك من الصابرات على قضائه وقدره
أرجو الله تعالى أن يرزقكن من فضله
وأن يجعل أوقاتكن أوقات فرح وسرور
وأن يستر عليكن جميعاً في الدنيا والآخرة
أخوكم أبو أحمد