منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ...((هذه تجاربنا لتربية أنفسنا ...فشاركونا بتجاربكم لنستفيد ))....(دعوة من أم جمانة)
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-2008, 08:53 PM
  #3
أبو فيصل
المدير العام
 الصورة الرمزية أبو فيصل
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 15,836
أبو فيصل غير متصل  
أختي الفاضلة أم جمانة .

يعلم الله أني تصفحت الموضوع أكثر من مرة ،،، واستفدت من مشاركات الأعضاء كثيرا.

كما استفدت من مشاركتك أكثر ففيها فوائد جمة جزاكي الله خيرا وبارك الله فيك .

وعدتك بالأمس بأن أضع هنا قصة زميل لي يكبرني سنا بكثير ،،، ويملك من الخبرة

في الحياة الشيء الكثير ، وها أنا عند وعدي إن شاء الله .


يقول لي بأن والده - رحمه الله - توفي وهو صغير جدا حيث كان عمره ثمان سنوات ،

وكان هو أكبر أخوانه وأخواته سنا .


يقول كنا فقراء قبل أن يموت أبي ، فازددنا فقرا بعد أن مات .

كانت والدته متدينة جدا مطيعة لربها تصلي الليل وتصوم النهار لم تسأل أحدا يوما.

اشتغلت والدته بالخياطة بعد أن مات أبيه لتصرف على الأيتام .

يقول كان زملائي يعيرونني بيتمي ويعيرونني بأنني بن الخياطة .



سأترك بقية القصة على لسانه :


كان عمي غني جدا لدرجة أنه يملك العمائر والأراضي والفلل والقصور ،،، لكنه رغم

ذاك يبخل علينا فلا يزورنا الا مرة في العام ليعطينا ألفي ريال من زكاة ماله لا تقدم

ولا تؤخر ، وعلى الرغم من ذلك كانت والدتي لا تقبلها فهي تقول له نحن في غير

حاجة وتحمد الله وتشكره ليل نهار ولله الحمد.

زرعت والدتي في الاستغناء بالنفس والعفاف ، وزرعرت عزة النفس بأن لا أقبل ريالا

سوى من عرق جبيني .

لكنني كنت أحس بالنقص والفوارق التي أجدها بيني وبين زملائي ، ويزيد هذا

الإحساس اذا زرت عمي ( مشغول ولا أجده لكنني اجد ابناءه الذين يتفاخرون

بالغنى ) فكنت وأنا صغير أرى أن لي حق في هذه الفلل والقصور حرمت منه لدرجة


أني قد أجوع ويجوع أخواني .

لكن والدتي الخياطة أقنعتني أن حقي فيما بذلت فيه من عرقي . وتزيد أن تعلم

واعمل .

وفعلت ذلك بالفعل فكنت مجتهد في دراستي وعملت وأنا صغير صبيا عند جار لنا

يملك دكانا صغيرا .

لا أنكر أنني تعلمت منه البيع والشراء وفنونه اكثر مما تعلمته في المدرسة من دروس

العلم والحياة .

قالت لي والدة يوما : أنت أكبر أبنائي وأنت رجل البيت وأنت المسؤول عنا ، وقد أموت

يوما فليس لكم سواااااااك أنت . تردد صدى هذه الكلمات كثيرا في أذني فتغيرت

نظرتي للحياة وأنا صغير .

فحرمت نفسي من اللعب ، بل حرمتها من الاستمتاع بالطفولة بكل معانيها ، فصرت

أعمل هنا وهناك حتى صرت مضربا لمثل الطفل الرجل .

كبرت والدتي وكبرت معها وكبر أخواني وأخواتي ، فلم تعد والدتي قادرة على

الخياطة ، وكنت قادرا على أن أصرف على البيت ونفقاته ولله الحمد حتى تخرجت من

الثانوية .



ذهبت الى الرياض لاكمال دراستي وانتقل البيت كله معي .

وجدت وظيفة عملت فيها في المساء غير موااصلتي للدراسة لأنني كنت مصمما

على أن أبني بيتا لأهلي يظاهي قصور عمي .

لم اكتف بالوظيفة بل غامرت في البيع والشراء لاستفيد من خبراتي فيه ن ونجحت

ولله الحمد.



كونت أسرة سعيدة ومتماسكة .

الآن هو يملك بيتا فخما ومكاتب تجارية وأراضي وفلل وله أبناء وبنات .

زوج أخوانه وأخواته .

والدته تعيش عنده
.