منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - من منكم تعالج بالادوية النفسية ثم استطاع ترك العلاج
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-2008, 02:53 PM
  #21
nazihabenmadi
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 252
nazihabenmadi غير متصل  
طرق العلاج

مدخل إلى العلاج :-
لجأ الناس قديما للتخفيف من الخوف من الأمراض إلى السحر والشعوذة ،ولا تزال أعراض هذه الوسائل منتشرة في أصقاع المسلمين وغيرهم وبخاصة عند العوام منهم وبعض أنصاف المتعلمين .

ومع ما تشكله هذه الوسائل من تأثير نفسي بالتخفيف من حمأة الخوف من المرض أحيانا إلا أنها من الوسائل المحرمة لما تحويه من ألفاظ ومعتقدات شركية تخرج الإنسان من دائرة التوحيد إلى الشرك.

علما بأن معالجة الخوف من الأمراض عن طريق الدين أمر فيه فائدة عظيمة على النفس الإنسانية ، ولكنه لا ينفصل عن الأخذ بالأسباب لإتمام عملية التوكل.
قال – صلى الله عليه وسلم - : (( اعقلها وتوكل )) .

فعندما ينتشر وباء ويخاف الإنسان على نفسه الإصابة به،عليه التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بالحفظ و الرعاية ثم العمل بالأسباب الفاعلة.

فالطاعون مثلا بقية رجز أو عذاب أرسله الله على طائفة من بني إسرائيل فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها ،وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها وهذا ما يسمى بالحجر الصحي وهو من الأسباب الظاهرة في عدم انتشار الوباء .

ولكن لا ينبغي أن يكون هذا الوباء سببا في دوام الوسوسة لمن كان داخل المنطقة المصابة ولا لمن يكون خارجها،لأن الوسوسة بحد ذاتها مرض ، فكيف يعالج خوفه من مرض بتلبس مرض آخر.

والأمراض الجنسية كالإيدز والزهري والسيلان مماثلا أيضا للطاعون ،ولتجنها لا بد من تجنب أسبابها ، وأهمها ؛ الاتصال مع أطراف أخرى مصابة بهذه الأمراض، وحتى لا يقع الإنسان فريسة الجهل لا بد من الامتناع عن السفاح والاكتفاء بالحلال الطيب ،ولا مانع يمنع من تأكد خلو الزوجين قبل زواجهما من أمثال هذه الأمراض.

وإذا كان الطاعون بقية رجز أرسله الله على عصاة بني إسرائيل ،فإن الأمراض التناسلية أيضا بقية رجز أرسلها الله على العصاة الذي يتعدون حدود الله جزاء وفاقا .

أما الأمراض غير المعدية كالخوف من الأمراض السرطانية أو أمراض القلب فعلاجها بتجنب كل ما من شأنه أن يؤدي إليها ،فمثلا أجمع الأطباء على أن الدخان من أسباب الورم الخبيث.

والسمنة من أسباب أمرا ض القلب ، فلماذا لا يعمل الإنسان بهذه النصائح حتى يتجنب الخوف من هذه الأمراض.


وصايا مهمة للعلاج
1 –التوجه إلى الله بالدعاء بالحماية والرعاية وهذه جملة من أدعية المصطفى –صلى الله عليه وسلم-للحفظ من الأمراض المخوفة كافة.

أ - عن أنس -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :
((اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل … وأعوذ بك من الصمت والبكم والجنون والجذام والبرص وسيء الأسقام )) .

ب - وعن علي- رضي الله عنه-قال :قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
((اللهم أمتعني بسمعي وبصري حتى تجعلها الوارث مني وعافني في ديني وفي جسدي)).

ج- وعن ابن العباس –رضي الله عنه- قال :قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
(( اللهم إني أسألك العفة والعافية في دنياي وديني وأهلي ومالي ،اللهم استر عورتي و آمن روعتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك من أن أغتال من تحتي )).

د- وكان من دعائه-صلى الله عليه وسلم-لمعالجة الخوف من الشيخوخة ((اللهم اجعل أوسع رزقك عند كبر سني وانقطاع عمري)).

2- طلب الوقاية العلاجية بأخذ الطعم ضد الوباء.
وهذا ما يسمى بالطب الوقائي.

3-الاهتمام بالنظافة العامة والخاصة من غير إفراط ولا تفريط.

4-استخدام قانون المعدلات
قالت إحدى السيدات لدايل كارنغي مؤلف كتاب دع القلق وابدأ الحياة: (( منذ سنوات قليلة ،انشر مرض شلل الأطفال في كاليفورنيا ،في الماضي كدت أصاب بالجنون لذلك،لكن زوجي أقنعني بالتصرف بهدوء ، فاتخذنا الاحتياطات التي يمكننا اتخاذها،أبعدنا الأطفال عن التجمعات بعيدا عن المدرسة وعن دور السينما وعندما استشرنا دائرة الصحة وجدنا أن أسوأ حالات مرض شلل الأطفال المنتشرة في كاليفورنيا لم يصب سوى (1853)طفلا.فشعرنا طبقا لقانون المعدلات أن فرص الإصابة بهذا المرض هي بعيدة.

5- التعاون مع الأمر المحتوم
أ - الصبر . قال تعالى : ( إن مع العسر يسرا ) .
قال تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .

وقال – صلى الله عليه وسلم - : ( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلي الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلى على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة )) .

وقال – صلى الله عليه وسلم - : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن . إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )) .

ب - بالقرآن والرقى الثابتة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقد أخبر سبحانه وتعالى عن كتابه أن فيه شفاء للمؤمنين قال تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .

قال ابن القيم : ( و ( من ) ها هنا لبيان الجنس لا للتبعيض ، فإن القرآن كله شفاء ، كما قال في الآية ( المتقدمة ) ، فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب فلم ينزل الله سبحانه وتعالى من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أنجع من إزالة الداء من القرآن .

وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال : ( انطلق نفر من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم . فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيت هؤلاء الرهط الذين نزلوا ، لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط . إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء . فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : والله إني لأرقي ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لي جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عيه ويقرأ : ( الحمد لله رب العالمين ) فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة .

فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم . اقتسموا ، فقال الذي رقى : لا نفعل حتى نأتي النبي – صلى الله عليه وسلم – فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، فذكروا له ذلك فقال : ( وما يدريك أنها رقية ) ؟ ثم قال : ( قد أصبتم ، اقتسموا واضربوا لي معكم سهما ) .

فقد أثر هذا الدواء في هذا الداء وأزاله حتى كأنه لم يكن ، وهو أسهل دواء وأيسره ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثير عجيبا في الشفاء .

ومكثت بمكة مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيبا ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة . فأرى لها تأثيرا عجيبا فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما فكان كثير منهم يبرأ سريعا .

( ولكن ها هنا ) أمر ينبغي التفطن له ، وهو أن الأذكار والآيات أو الأدعية التي ( يستشفى ) بها ويرقى بها ، هي في نفسها نافعة شافية ، ولكن تستدعي قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثره فمن تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء .

كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية فأن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره ، فأن الطبيعة إذا أخذت الدواء بقول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول فكذلك القلب إذا أخذ الرقي والتعويذ بقبول تام وكان للراقي نفس فعالة وهمة مؤثرة أثر في إزالة الداء ) .

عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال : ( أتى جبريل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من حسد حاسد ومن كل عين واسم الله يشفيك ) .

وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن جبريل عليه السلام أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : اشتكيت يا محمد ؟ فقال : نعم . فقال : بسم الله أرقيك من كل ما يؤذيك ومن شر كل نفس وعين الله تشفيك بسم الله أرقيك .

وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إذا فزع أحدكم في أزمة فليقل : بسم الله ، أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وشر عباده ، ومن شر الشياطين أن يحضرون ) .

ج – التداوي بالعمل بالأسباب المساعدة لرفع الداء
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( تداووا عباد الله ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء . غير داء واحد . الهرم ) .

قال – صلى الله عليه وسلم - ( لكل داء دواء فإذا أصاب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى ) .