سامحك الله يا أختي على هذا العنوان المقلق.
عزيزتي..
عندما تم عقد قراني .. كانت ابنة أختي الصغيرة حينها تبلغ الثامنة تقريباً وكانت قريبة مني بشكل كبير لدرجة أنها كانت في معظم الأيام تنام بجانبي في السرير .. وكانت تبكي بحرقة كلما تحدث أحد من أهلي عن ترتيبات الزواج أو موعد العرس .. خصوصاً أنني كنت سأنتقل للعيش مع زوجي في إمارة أخرى غير إمارتي الأصلية .. مثل حالتك بالضبط .. وكانت دائماً تبدي قلقها وخوفها من خروجي من البيت وتسألني (يعني خلاص يا خالتي ما بنشوفج؟؟) .. فكنت أرد عليها (طبعاً بتشوفوني وبازوركم على طول .. وكلها ساعة ونص بالسيارة وانا عندكم)
لدرجة أنها في بعض الأحيان كانت تقول لي (خلاص يا خالتي ما له داعي تتزوجين) .. (وشو هالريال على كيفه ياخذج عنده؟؟؟؟؟)
حتى أنها يوم العرس رفضت تماماً أن تأتي لتسلم عليّ .. وظلت واقفة في مكان بعيد وتبكي بكاءً شديداً لدرجة أن البعض اعتقد أنها ابنتي وأنها حزينة لأنني تركتها وتزوجت رجلاً غريباً
.. وسحبتها أمها سحباً في نهاية الحفل حتى تأتي وتسلم عليّ قبل ذهابي مع زوجي.
والآن وبعد أربع سنوات هاهي ابنة أختي ما شاء الله عليها .. مستقرة نفسياً ولله الحمد.
صحيح الفراق صعب في بدايته خاصةً عندما تكون العلاقة الأسرية قوية .. ولكن الأمر يخف تدريجياً .. خصوصاً عندما تجد من الآخرين مقداراً مماثلاً أو على الأقل مقارباً من الحب والحنان والتعاطف.
أما أنتِ فتحدثي مع أختكِ بهدوء واطلبي منها أن تفضفض عما في نفسها وتبوح بمخاوفها وقلقها .. لأن الفضفضة ستريح قلبها الصغير .. وطمئنيها بأنكِ ستحاولين قدر الإمكان أن تواظبي على زياراتها وستتصلين بها باستمرار .. وأنها ستظل ـ رغم ابتعادكِ عنها ـ الأخت التي تحبينها كثيراً.