أختي الكريمة حائزة..

سلام من الله عليكِ و رحمة منه و بركاته،،

قرأت موضوعك مرة و اثنتان، و أيقنت أنه من الصعب جدا اتخاذ قرار مناسب لمثل هذه المشكلة. كثيرون هم الذين أدلوا بدلوهم هنا، منهم من طالب بأن تكوني أكثر قوة و تلتزمي موقفك بغض النظر عن العواقب، و منهم من طالب أن تستمعي لكلام أهلك، و أنا هنا لست مخولا بمصادرة أي من تلك الآراء، فجميع من شارك كان يبحث عما يريحك، و هدفه سعادتك و راحتك، فجزى الله الجميع خير الجزاء.

أشعر تماما بتلك الانسانة البريئة و المسالمة التي تنتمي بشده إلى أهلها، و يهمها تماما أن يكونوا سعداء بابنتهم، و في نفس الوقت تبحث عن السعادة بعيدا عن رفاهية الدنيا و زخرفها مع زوج طيب مكافح يود أن يشعر برجولته و استقلاليته.

لن أقول لكِ، ابحثي عن رضى زوجك و كوني معه ضد رغبات أهلك (المستحقة)، و في نفس الوقت لأن أطلب منك الالتفات لما يطلبه منك أخوتك و نظرتهم لك، و لكن أرى أنك أنت الوحيده التي تستطيعين حل مشكلتك بأن تقفي موقف الوسط بين الجهتين، بمعنى (سددوا و قاربوا).

أختاه..

حقيقة أنا لا أعلم ماهي العادات و التقاليد المتبعة لديكم في مواضيع الزواج، فمثلا نحن في جده أو مكه، جرت العادة أن يكون هناك يوم للرجال و يوم للنساء، و يتكفل الزوج أو والده أو أقاربه بمصاريف زواج الرجال، و يعقبه زواج النساء و يتكفل به والد الزوجة أو أهلها عموما. أو ربما تكون ليلة واحده فيتم الاتفاق فيها بين العائلتين مقاسمة، أو يحدد كل من العائلتين ميزانية كل منهما و لكل منهما الحق في دفع ما ريد زيادة و أنا لا أعلم كيف هو نظام الزواج المتبع لديكم.

فإذا كان بالمشاركة بين العائلتين، هل هناك امكانية أن يقوم زوجك بدفع ما رصده من ميزانية لهذه الزيجة و يكمل أهلك ما تبقى من المبلغ بحيث يكون في المكان الذي يختاره أهلك؟ و بهذا لن يكون هناك عائق أو مشكله على ما أظن.

بالنسبة لموضوع الشقة أو عش الزوجية، دعي لزوجك كامل الحرية و التصرف بأن يقوم بفرشها بما يستطيع، و لاحقا بعد الزواج بإمكانك الاتفاق معه أن تقومي بالتغييرات البسيطة شيئا فشيئا، و لا حرج في ذلك كما أرى، لأن البيت في النهاية هو بيتكما سويا.

لا أدري.. أخالني غير مقتنع بأن ردي سيقنعك، فأنا لا أعيش هذه المشكلة، و بالتالي من الصعب جدا أن أدرك مدى صعوبتها عليك، لكني أشعر بموقفك الصعب في مجاراة أهلك و مراضاة زوجك و عدم تحميله فوق ما يستطيع.

في النهاية يا أختي..

حاولي قدر المستطاع أن تنهجي منهج الوسطية بين أهل و زوجك، فلا تميلي كل الميل لأهلك فتخسرين زوجك و في نفس الوقت كوني مع زوجك و لكن ليس على حساب أهلك.


اعتذر إن كنت قد أكثرت من الكلام ..


سبحانك اللهم و بحمدك .. أشهد ألا إله إلا أنت .. استغفرك و أتوب إليك