إنه الخريف ...
صورته تبدو صعبة ... أدري
لطالما التصقت به أفكار الكآبة ... السقوط ... الفقد ... النهاية والضياع !
مسكينٌ أنت أيُها الخريف !
لكن لا تحزن ...
ربما يراك آخرون مثلي ...
*** رأيتك فيك جديداً يبدأ أولى خطواته ...
أليس الأفضل أن نزيل كل ما تهَدّم حتى يكون البناء سليماً ؟ !
هكذا تفعل في تلك الشجرة ...
ليس ظُلماً أو قسوة ...
بل لأنك تريدُ لها الأفضل !
*** رأيتُ فيك أوان الحصاد ...
أليس مَن يزرع يجني ثمرة مجهوده ؟!
في خريف العُمر ...
ليس علينا أن ننتظر النهاية منهكين القوى ... مستسلمين
بل ننتظر الجزاء الحَسَن ...
وربما تقودنا هذه الفكرة لأن " نُتقن" أعمالنا .
فالوالدين ينالان ثمرة كفاحهما المشترك في أولادهما ...
والمُجتهد في عمله ... يبلغ مكانة يرتضيها .
***هل رأيتم هذه الأوراق التي تُغطي وجه الأرض ...
إنها تَرقُد الآن بسلام ...
بعد أن أدّت مهمتها على خير وجه :
تكاتَفَت مع أخواتها ...
لتكون ظِلاً وارفاً لعابري السبيل ...
لتكون حلقة في دورة إخراج ثمرة تُطعم جائع ... فيحمد خالقه!
هل يجب أن نكون خالدين ؟ !
لا ... بل لكل منا دور عليه أن يؤديه بأمانة...
ثم يترك مكانه لمن يليه ... يستكمل المسيرة .
***هذه الورقة التي سقطت على صفحة الماء الرائقة ...
هل تريدون أن تكونوا مثلها في ذاكرة أحبابكم ؟!
بالطيع لا ...
نريدُ أن نأخذ من الأوراق تأدية الأدوار ...
لكننا لا نريد أن نسقط من مُخيّلة أحبابنا كسقوط ورقة الشجر !
نريدُ أن نكون كالحجر الضخم ...
حين يسقُط في الماء يُحدث حركة هائلة ...
ثم يستقر في القاع ...
لا تستطيع أعتى التيارات المائية أو الأمواج أن تزحزحه !
كيف ذلك يا تُرى ؟ !
يوماً ما حتماً سنسقط ...
لكن علينا أن نختار سقوطاً مُشرّفاً ...
بأن تكون ذِكرانا طيبــــــــــــــــــــة !
**********************
أخواتي وإخواني الأعزاء ....
سامحوني على الإطالة ...
لكنني ربما رأيتُ في الخريف رمـــــــــزية تدعو للتفكير :
هناك أشياء في حياتنا صعبة ...
لكننا نستطيع أن نُحـــــــــرك الصورة يميناً ويساراً ...
ربما نجد لها زاوية أكثر إشراقاً ...
تكون لنا عوناً في أن نتقبّلها ...
هكذا يكون الانسان المؤمن الراضي بقضاء الله ...
يعلمُ دوماً أن جميع أمره خير ...
فلا ييأس ... ولا يتضجّر ....
إنما يُدركُ أن لكل شئ جانب مُشرق .
دُمتم سالمين راضين مرضيين [/font][/color][/size][/size]