منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - فوائد المشاكل الزوجيه..وأفكار ذهبيه لإحتواء المشاكل الزوجيه
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-2008, 10:27 PM
  #10
السمرائية
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 50
السمرائية غير متصل  
icon54


أشكركم على إثارة هذا الموضوع.

قد يكون الأمر بعكس الطرح المقرر آنفاً.

حيث تكون المشكلات المثارة -على تفاهة مضمونها- ذريعة لحل أمورٍ أكبر قد علقت بمر السنين والأعوام.
والشيء قد يكون يؤخذ من ضده بمشيئة الله تعالى، وكما قال: {وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً}

تطبيق عملي على ما ذكر
ربما يعتبر الإخوة القرّاء أن (التغافل) يحل أموراً كثيرة، وأن الدربة فيه وفي فنونه تكون مانعاً من تفاقم النزاعات والمشاحنات .. هذا التصور من حيث إطاره العام صحيح جداً.
لأن الغالب في أسباب الفرك والتباغض بين الزوجين تقع من عدم احترام أحد الطرفين لقرينه، ودوام المحاسبة والتدقيق في كل كبير وحقير .. ولأن المراقبة الشديد والمحاسبة القاسية والمستمرة للآخر فيها إهمال لجانب إنسانيته المطبوعة على التقصير ونفسه المجبولة على التفريط والنسيان والخطأ.

وكي لا نشطح عن الفكرة الرئيسة، نقول:
ماذا لو كان الأمر مقلوباً معكوساً تماماً ؟
بمعنى أن أحد الزوجين أو كليهما يراعي سياسة التغافل مع الآخر .. وذلك حماية لكيان الأسرة التي هي نواة المجتمع الأهم.
ومع تحفظي الشديد على التعبير بالتغافل .. لأنه لا يتناول -في نظري- عرفاً لغوياً إلا الرجال فقط ويقصي النساء، أما قالوا: ولكن سيد القوم المتغافل !
فهي صفة سيادية ذكورية تليق بالرجال قادة الأقوام لا النساء، والتعبير الأقوم عندي هو ((التغاضي)) وهو أفضل من التغافل حيث يشمل الطرفين ودلالته على المسامحة والتجاوز أظهر وأوضح بكثير.

المهم .. لو فرضنا أنَّ كلا الطرفين أو أحدهما يمارس فن التغاضي مع الأخر .. فكيف يمكنه تقويم الأخطاء وترشيد التصرفات وإصلاح الاختلالات الحياتية في الأسرة.
بالطبع لا سبيل للتقويم ..لأنكم لا تدخلون بابه إلا بالنقد ابتداءً .. وهو متعارض مع سياسة التغاضي والتسامح.

طبعاً نحن نتحدث هنا عن حالة خاصة .. عن أشخاص عادتهم وديدنهم الطيبة والحياء والتغاضي والمسامحة .. هؤلاء الناس الطيبين الأخيار لا يمكّنهم من إصلاح وتقويم حياتهم الزوجية إلا عن طريق المشكلات الزوجية.

حيث يفسح المجال لهم للمحاسبة وتصفية ما في النفوس بالتصريح .. عن طريق الابتعاد عن المجاملات الباردة وإهمال الحبل على الغارب.

هذا ما أثاره الموضوع في نفسي، وبالله ربنا التوفيق