منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - فتوى الأسبوع 2 (ما حكم قول : الله لا يضرك؟)
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2008, 01:38 AM
  #1
الوفية لوالديها
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية الوفية لوالديها
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 6,817
الوفية لوالديها غير متصل  
فتوى الأسبوع 2 (ما حكم قول : الله لا يضرك؟)






سؤال:
ما حكم قول : الله لا يضرك ؟ هل هو من المناهي اللفظية؟





الجواب:
الحمد لله
قول الإنسان : الله لا يضرك ، لا حرج فيه ؛ لأن الله تعالى هو النافع الضار سبحانه ،

كما قال تعالى : ( قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ

كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ

يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ
) الزمر/38 ، وقال تعالى : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا

هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
) الأنعام/17 ، وقال تعالى : ( أَأَتَّخِذُ

مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ
) يس/23 .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن هذه العبارة : "أعطني الله لا يهينك" .

فأجاب : "هذه العبارة صحيحة ، والله سبحانه وتعالى قد يهين العبد ويذله ، وقد قال

الله تعالى في عذاب الكفار: (فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي

الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُون
) الأحقاف/20 ، فأذاقهم الله الهوان والذل

بكبريائهم واستكبارهم في الأرض بغير الحق. وقال تعالى : (وَمَنْ يُهِنْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ

مُكْرِمٍ
) الحج/18 ، والإنسان إذا أمرك فقد تشعر بأن هذا إذلال وهوان لك فيقول: "الله

لا يهينك" انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/77) .


ولو دعا بقوله : الله يسلمك أو يحفظك أو يعافيك ، لكان أولى وأحسن ، لما فيه من

كمال التأدب مع الله تعالى ، وعدم نسبة الشر إليه ، كما قال إبراهيم عليه السلام :

( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)

الشعراء/78-80 ، فنسب المرض إلى نفسه ولم ينسبه إلى الله كما فعل في الخلق

والإطعام ، وإن كان لا يقع شيء إلا بمشيئته وإرادته سبحانه .


وقال صلى الله عليه وسلم تأدبا مع ربه : (لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ،

وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ
) رواه مسلم (771) .

قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : " قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْره : فِيهِ الْإِرْشَاد إِلَى

الْأَدَب فِي الثَّنَاء عَلَى اللَّه تَعَالَى , وَمَدْحه بِأَنْ يُضَاف إِلَيْهِ مَحَاسِن الْأُمُور دُون

مَسَاوِيهَا عَلَى جِهَة الْأَدَب " انتهى .



الإسلام سؤال وجواب


__________________
اللهم تقبل دعاء