عزيزتي..
نعم المؤمنون عند شروطهم .. وصحيح هي وافقت على تلك الشروط ..... ولكن بالتأكيد هذا لا ينفي أن ظلماً وقع .. فلا يوافق على مثل تلك الشروط إلا امرأة قليلة الحيلة .. واستغلال ضعف الإنسان وقلة حيلته لفرض مثل هذا الوضع هو ظلم دون شك.
ومع احترامي الشديد .. فإن مكابرتكِ وعدم اقتناعكِ لن يغيرا من حقيقة الأمر شيئاً.
والحقيقة أنها ربما .. وأقول ربما لا تكون بتلك الصورة البريئة التي نراها بها .. ولكنكِ أنتِ التي أرغمتنا على الوقوف معها من خلال كلماتكِ وأسلوبكِ في عرض المشكلة ثم في الردود .. فأنتِ قدمتِ نفسك كامرأة شديدة الغيرة وشديدة الدفاع عن نفسها .. وبالتالي فإن من حقنا أن نعتقد أن امرأة مثلكِ لن تتكلم بشيء من المنطق والحياد والموضوعية عن زوجة زوجها.
على كل حال وحتى نظل في صلب سؤالكِ الأساسي:
زواج زوجكِ هو أمر واقع .. ويفترض بكِ ألا تحاولي تغييره بأي شكل مباشر أو غير مباشر .. إلا إن رغب زوجكِ بنفسه وعن قناعة ذاتية أن ينهي حياته معها. (هذه نقطة متفقين عليها طبعاً
).
مسألة الغيرة هي بالفعل مشكلة .. ولكن عندما تتعاملين مع زواج زوجكِ كحقيقة واقعة ومسلم بها فإنكِ ستتمكنين من التعامل مع غيرتكِ بعض الشيء.
وأنت بنفسكِ تقولين إنه يميل إليكِ أنتِ .... فما الذي تريدينه أكثر حتى تهدأ نيران الغيرة في قلبكِ؟
أختي الفاضلة..
ما أفهمه أن الإنسان عندما (يدرك) علته و(يعترف بها) فإنه يستطيع التعامل معها وعلاجها بسهولة أكثر .. ومادمتِ تعرفين أن سلوككِ مع زوجكِ خطأ فإن تغييره وتعديله بالتأكيد لن يكون بتلك الصعوبة إن أردتِ ذلك.
أنتِ تخشين على دينك؟
دينكِ يقول إنه لا يجوز أن ترفعي صوتكِ وتتلفظي بما لا يليق مع زوجكِ .. فما بالكِ بأن تطرديه من البيت؟!!!!!!! .. وهذا ما يجب أن تفكري فيه ـ إن كنتِ بالفعل تخشين على دينكِ ـ قبل أن تنساقي وراء غضبكِ وتتطاولي على زوجكِ.
دينكِ يقول إنه عليكِ أن تظهري قوتكِ في مواجهة نفسكِ وليس أن تهربي من الموقف كله لتحاشي مواجهة المشكلة .. فالهروب يا عزيزتي لن يعالج غيرتكِ وعصبيتكِ وتهوركِ وتطاولكِ على زوجك ولكنه سيكون مجرد تراب تدفنين تحته علتكِ .. وهذا ليس من الحكمة في شيء.
وفي أسوأ الظروف .. حتى إن لم تتمكني بالفعل من التغلب على غيرتكِ تلك فإن احترام زوجكِ يبقى واجباً عليكِ .. فإما كذلك وإلا فلتطلبي الطلاق وتريحيه وتريحي نفسكِ من كل ذلك العناء.