كبرت وأنا أشاهد والدي من تلك الفئة التي لا تتحمل مسؤوليتها تجاه الأسرة .. وكنت أرى والدتي رحمها الله وهي التي تقوم بكل واجبات البيت ومسؤولياته دون استثناء.
وبعد أن توفاها الله ـ وكنا قد كبرنا بالطبع ـ حاول والدي أن يمارس نفس اللامسؤولية معي ومع أخوتي.
طبعاً تولدت لديّ عقدة.

فقلت لزوجي الحبيب قبل الزواج (لا تفكر مستقبلاً أن تطلب مني حتى أن أحضر كيس خبز من المخبز)
طبعاً مع الإبحار في مركب الحياة الزوجية لابد ان يقوم كل منا بدوره .. ولابد من مساعدة الطرف الآخر في بعض مسؤولياته إن كان هناك ما يمنعه من القيام بها بنفسه ... ولكني بشكل عام حريصة على عدم ((تعويد)) زوجي على قيامي بإنجاز ما يفترض أن يكون ضمن مسؤولياته وواجباته .. وهو يعتبر مساعدتي تلك من باب ((الاستثناء)) الذي يتوقف تلقائياً عندما يكون موجودا ومتفرغاً.
يعني مثلاً .. عندما يكون في عمله ـ الذي يستغرق ثلاثة أسابيع متواصلة ـ فإنني بالطبع أذهب لشراء حاجيات البيت ومتطلباته .. أما عندما يعود من عمله فإنني مستحيل أن أذهب وحدي .. فإما أن يذهب هو أو نذهب معاً.