الحصار يقود لاختراع سيارة بالكهرباء في قطاع غزة
الإسلام اليوم / وكالات
16/5/1429 5:21
21/05/2008
إذا كانت مقولة الحاجة أم الاختراع صحيحة، فإن قطاع غزة جعل "الحصار أبو الاختراع"، فقد لاقت سيارة تعمل بالكهرباء مصممة بأيد فلسطينية أمس، إعجاب سكان غزة الذين اضطروا إلى استخدام زيت الطعام لتشغيل سياراتهم بسبب نقص الوقود الذي حرمه الحصار الإسرائيلي على أهالي القطاع.
وقال فايز أمان "في البداية ضحك الناس وقالوا إنها لن تعمل.. والآن الناس يترجوننا من اجل تحويل سياراتهم للعمل بالكهرباء".
واستطاع أمان بالاشتراك مع زميله المهندس الكهربائي وسيم الخازندار أن يوصلا محركا إلى 32 بطارية. وقالا وهما يقودان سيارتهما الصغيرة عبر شوارع مدينة غزة إن السيارة يمكن أن تسير لمسافة 200 كيلومتر بعد شحنها مرة واحدة.
وقال أمان "نقص الوقود والرائحة السيئة لزيت الطعام والحصار المستمر دفعتنا إلى مواصلة العمل حتى نجحنا وجعلنا السيارة تعمل".
وقدر تكلفة المشروع بنحو 2500 دولار، لكنه قال إن سعر تحويل سيارة إلى الطاقة الكهربائية سيعتمد على حجمها.
وتفرض إسرائيل حصارا خانقا على أهالي قطاع غزة، وخفضت سلطات الاحتلال من كمية الوقود الذي تضخه إلى القطاع مما أدى إلى إغلاق العديد من محطات الوقود. وتحول بعض أصحاب السيارات إلى غاز الطهي وزيت الطعام لتسيير سياراتهم.
وتعتبر هذه الخطوة هي الأولى من نوعها في فلسطين بل في المنطقة العربية كلها، وتقوم فكرة المشروع بتحويل السيارة التي تعمل على البنزين إلى سيارة تعمل بالكهرباء مع الاستغناء الكامل عن استخدام الوقود أو أي نوع من الزيوت الخاصة بالسيارات ، وفكرة المشروع مبينة على استخدام البطاريات وبعض الأجهزة المساعدة التي تقوم بتحويل الكهرباء إلى حركة .
وقد وصف المهندس وسيم الخزندار هذا الاختراع بأنه صديق البيئة وأوضح أن المحرك الجديد يعمل فقط على الكهرباء ويتم شحنه لمدة 6 ساعات ليعطي قدرة تشغيلية قادرة على تجريك السيارة مسافة 250 كيلو متر وبسرعة تصل إلى 100 كيلو متر في الساعة .
وأضاف الخزندار أن تكاليف المشروع تعتبر منخفضة مقارنة مع أي أجهزة أخرى يمكن أن تستورد من الخارج ، لأن البطاريات المستخدمة في المشروع يتم تصنيعها في غزة وهناك بعض الأجهزة والمواتير الصغيرة المتوفرة وبتكلفة غير مرتفعة.
وقال الخزندار إن الباعث على اختراع هذا المحرك الجديد هو حالة الحصار التي يشهدها قطاع غزة منذ أكثر من عام والحصار المشدد الذي أدى إلى قطع كافة إمدادات الوقود عن غزة منذ عدة شهور .
ومن الجدير ذكره أن السائقين في قطاع غزة قد قاموا في الآونة الأخيرة باستخدام زيت الطهي 'السيرج' كبديل عن الوقود المقطوع ، بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق على أهالي القطاع