اختي الكريمة
أرى أنك تبالغين في الخوف من غيرتك.
من الطبيعي أن تغار الأثنى على زوجها؛ وذلك من تمام أنوثتها وجمالها.
ومن الطبيعي أن تحسي بحرقة تلك الغيرة، وأن يصلى بها قلبك؛ وإلا فلن تكون غيرة حقيقية.
والقاعدة: أن غيرة المرأة بحسب حبها؛ فكلما عظـُـم حبها؛ عظُـمتْ غيرتها؛ فليس أمامك إلا أن تقللي من حبك لزوجك حتى تقل عليه غيرتك!!!
ولا يفوتني أن اخبرك بأن غيرة زوجتي هي من جنس غيرتك؛ وكلما رأيت شيئا من غيرتها إلا وازداد حبها في قلبي، لأني أعلم بأنها ما كانت لتغار على زوجها كل تلك الغيرة لولا أنها شديدة التعلق به.
ليست المشكلة في مشاعر الغيرة؛ وإنما في الأفعال التي تصدر من المرأة في ساعة الغيرة؛ فعوض أن تسلكي الطريق الخاطئ بمحاولة تقليل الغيرة؛ فيضيع منك الجهد والوقت بلا فائدة؛ حاولي أن تروضي نفسك على لجم تلك المشاعر وكبح جماحها حتى لا يترتب عليها صدور أفعال غير لائقة تجاه زوجك وتجاه الناس.
ومن أفضل ما يساعدك على التخفيف من مساوئ الغيرة أن تطلعي زوجك على حالك؛ وأن تجعليه يعي بأن الزوج الصالح مطالب بأن يداري غيرة زوجته، وأن يتحمل منها بعض ما يصدر منها بموجب الغيرة، وأن يتفادى ما يؤجج نارها في صدرها، ومن أنفع ما يساعد على ذلك أن تطلعيه على بعض المواقف الطريفة من غيرة أمنا عائشة رضي الله عنها؛ وكذا غيرها من أمهات المومنين، وكيف كان النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يتعامل معها بالحلم والتعليم والصبر والتغاضي والمداراة.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
أخوكم
صريع الأحداق
التعديل الأخير تم بواسطة صريع الأحداق ; 23-05-2008 الساعة 06:47 AM