عزيزتي..

كل امرأة تعيش حياتها وظروفها وتتحمل كل ما بها من إيجابيات وسلبيات .. هي وليس غيرها .... يعني لا أعتقد أبداً أن اي شخص سيتفهم جيداً المعاناة التي مررتِ بها .. وبالتالي لن يتفهم أحد السعادة والراحة التي تشعرين بها الان.

ثم لا تنسي أن هناك فكرة عقيمة منتشرة وهي (الطلاق عيب ووصمة عار)!!! .. ومن يؤمن بهذه الفكرة فإنه بالتأكيد لن يقبل فكرة وقوع الطلاق وسيحملك مسؤوليته وكأن الحياة الزوجية هي قيد يخنق صاحبه حتى لو كانت حياة فاشلة ولا تتوفر فيها أبسط متطلبات السعادة والاستقرار.



عزيزتي..

أختي مرت بتجربة طلاق منذ عدة سنوات .. وتحملت مساوئ زوجها لمدة تزيد على عشر سنوات .. ولم يكن عيبه فقط المرض النفسي .. ولكن إضافةً له كانت هناك الخيانات المتكررة وتناول المخدرات ودخول السجن والنصب والاحتيال .. وبعد صبر أكثر من عشر سنوات طلبت الطلاق فرفض .. فذهبت إلى المحكمة وطلبت الخلع وقد كان .. ووالله كأنه تم في لمح البصر.

والآن هي ليست سعيدة فقط .... ولكنها تشعر بأنها عادت للحياة .. ولا تخجل من كونها مطلقة .. بل وتصحح هذه المعلومة لمن لا يعرف أنها مطلقة .. وتتحدث مع الآخرين بمنتهى الثقة بالنفس.

نعم يا أختي .. على قدر المعاناة والعذاب قبل الطلاق .. تكون السعادة والراحة والاطمئنان بعده .. ومادمتِ مقتنعة ومؤمنة بقضاء الله .. وترين بالفعل أن الانفصال كان أفضل بالفعل من البقاء فلا تندمي على ما حدث ولا تسمحي لأحد من ذوي الأفكار العقيمة أن ينال من ثقتكِ بنفسكِ وراحتكِ بوضعكِ .. فليس لأحد الحق في ان يحاسبكِ على شعوركِ أو حتى يستكثره عليكِ لأن أحداً لم يعش حياتكِ ولم يخض معاناتكِ.



وفقكِ الله.

__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.