وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
قبل كل شيء .. أدعو لوالدك بطول العمر وأن يشفيه بإذنه تعالى .. وعسى أن يكون في مرضه مغفرة وعفواً ورضا إن شاء الله.
أخي الفاضل..
هذه عادةٌ لدى كثير من الناس .. فتراهم يعممون تجاربهم الشخصية .. وتولد لديهم مواقف دفاعية تجاه أي شيء بسبب مواقف تعرضوا لها في الماضي.
وعلى ذلك فإنني أتفهم موقف أخت زوجتك وأستطيع توقع واستيعاب أسبابه .. وربما كذلك تنساق والدتها خلف وسوسة ابنتها المطلقة خوفاً من أن يصيب ابنتها الأخرى (زوجتك) ما أصاب ابنتها الأولى.
طبعاً لا أقصد بكلامي هذا أنني أؤيد موقف الاثنتين .. ولكنني فقط أحاول تحليل دوافعهما.
المهم في الأمر هو زوجتك .. وكيفية تعاملها مع هذا التحريض .... وبصراحة فأنا أعتقد دائماً أن الزوجة العاقلة لن تستجيب لأية محاولات تخريبية خارجية إن كانت ترى من زوجها ما يدعم ثقتها فيه وفي حسن عشرته معها ... لأنها ببساطة ستقارن بين ما تسمع وما تشاهد وسيغلبها ما تشاهده وتعيشه فعلاً إن كان إيجابياً .. وبالتالي ستغلق أبواب أية محاولة تخريب ـ متعمدة أو غير متعمدة ـ لحياتها الزوجية.
لذلك ارجع أولاً لنفسك يا أخي .. وانظر إن كان في أسلوبك وتعاملك وسلوكك مع زوجتك ما قد يسمح لها بفتح أذنيها لحديث أختها وأمها أم لا.
فإن رأيت أنك غير مقصر معها بشكل عام .. وأنها باستماعها لأختها وأمها توشك على فتح باب ستأتي منه ريح لا داعي لها .. فاجلس معها وانصحها واخبرها بأنك حريص على حياتكما معاً ولا ترغب في أن يعكر صفوها أي شخص ولا أن يسقط تجاربه السيئة على حياتكما الناجحة.
وبالنسبة لأهلك ووالديك بشكل خاص .. فذكّرها بحق والديك عليكِ .. وحقهما عليها هي نفسها باعتبارها زوجة ابنهما .. وانصحها بأنها كونها ليست ابنتهما الحقيقية لا يعفيها من مسؤولية تجاههما وواجب رعايتهما إن احتاجا لذلك .. إن لم يكن فرضاً فعلى الأقل من باب المروءة وحسن الخلق وطيب الأصل.
ولا بأس أن تعدها بتحقيق رغبتها في سكن مستقل (والذي هو في الواقع حق لها) بعد انتهاء محنة والدك إن شاء الله.
وإن كنت ترى أن أختها وأمها تمثلان خطراً حقيقياً على حياتكما فأنصحك باللجوء إلى من تثق به من رجال الدين لتستفتيه في أمرهما لئلا تقدم على عمل يكون فيه قطعٌ لرحم زوجتكِ.
ومبدئياً أرى أن لك على الأقل الحق في تقليص زياراتها لأمها وأختها إن كنت تلمس بالفعل تاثيرهما السلبي على زوجتك .. والأمر هنا ليس مجرد تقليد لزوجات إخوانكِ .. فإن ذهبن إلى أهلهن ذهبت زوجتك إلى أهلها .. ولكنه تقديم مصلحة على مصلحة.. ومحاولة منكَ لحماية حياتك الزوجية.
وفقكما الله.
.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.