مع حلول الصيف الحار .. أصبح أعملي أكثر تعباً وارهاقاً
أتيت ذات يوم إلى البيت عن الواحدة ظهراً وكنت للتو عائداً من مهمة تركيب شبكات جديدة وكان العمل متعب ومرهق .. أوقفت سيارتي وحملتُ جهازي المحمول وهربت مسرعاً إلى داخل البيت متفادياً حرارة الشمس .. وما أن دخلت استقبلتني ابنتي الصغيرة وولدي اللذان كانا يشاهدان الرسوم المتحركة وكعادتهما كانا يصرخاااااان بإنشودتهما المميزة وهي (( أبوي جاء من الدمام .. وخلاني على كيفي .. يالله قولوا يالله )) وتعلقا بي وقبلا يد والدهما وعادا حيث التلفاز ..
خرجت زوجتي مسرعة نحوي .. وحملت جهازي المحمول وجوالي ومحفظتي ... وأنا دخلت إلى الغرفة كي ابدل ملابسي وإذا هي تهمس خلفي ..
- حبيبي تفضل ..
- ماهذا ..
- كأس عصير ليمون طاااازج من صنع يدي ..
- اووووه شكراً شكراً فأنا في أشد الحاجاة إلى الانتعاش ..
أخذت أشرب العصير وابتسامة الرضا والحب تعلوا على شفتي ... واعتدت بعدها على هذا الكأس المنعش
لم يكن مجرد عصير .. بل كان مزيجاً من الحب والحنان والشوق الزوجي .. فمجرد هذا الكأس له التأثير الكبير على قلبي .. يكفيني أنها علمت أولادها احترام الأب عند عودته من عمله .. ويكفيني فخراً بها أنها حتى لو كانت منهكة ومتعبة تستقبلني بابتسامتها التي تضفي على البيت شعاع من البهجة والسرور
شيء بسيط تقدمه لي زوجتي كل يوم ولكنه كبيييييير في نظري .. أصبحت اتلهف للعودة إلى البيت لأرى ابتسامة التقدير على وجنتيها ...