كلام من خطبة للإمام محمد بن صالح العثيمين رفع الله درجته في المهديين ...
(( لقد جعل الله الشمس والقمر آيتين من آياته الدالة على كمال علمه وعزته وتمام قدرته وحكمته أيها
الناس لو أن الناس اجتمعوا بما عندهم من الصنائع والآلات على أن يغيروا شيئاً من مسير الشمس والقمر
وعلى أن ينزلوهما أو يرفعوهما ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ولكنهما تسيران بأمر الله الذي إذا أراد شيئاً
فإنما يقول له كن فيكون تسيران بأمر الله سيرهما المعتاد الشمس ضياء وسراج وهاج والقمر نور مضيء
يضيء الليل للعباد فإذا أراد الله تخويف عباده كسفهما بأمره فانطمس نورهما كله أو بعضه بما قدره من
أسباب تقتضي ذلك يقدر الله تعالى ذلك تخويفاً للعباد ليتوبوا إليه ويستغفروه ويعبدوه ويعظموه عباد الله إن
الكسوف في الشمس أو القمر تخويف من الله عز وجل لعباده يخوفهم من عقوبات قد تنزل بهم انعقدت
أسبابها ومن شرور مهلكة انفتحت أبوابها إن الكسوف نفسه ليس عقوبة ولكنه كما قال النبي صلى الله
عليه وسلم ( يخوف الله به عباده فهو تخويف من عقوبات وشرور قد تنزل بالخلق لمخالفة أمر الله وعصيانه )
أيها الناس لقد ظل قوم غفلوا عن هذه الحكمة فلم يروا في الكسوف بائسا ولم يرفعوا به رأسا ولم يرجعوا
إلى ربهم بهذا الإنذار ولم يقفوا بين يديه بالذل والإنكسار وقالوا هذا الكسوف أمر طبيعي يعلم بالحساب
فوالله والله ما مثل هؤلاء إلا مثل من قال الله عنهم من الكفار المعاندين (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً
يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ) (الطور:44) فما أدري عن هؤلاء أهم في شك مما جاء عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم فليرجعوا إلى سنته فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثبوتاً لا شك فيه في صحيحي البخاري
ومسلم وغيرهما وإن كانوا في جهل فلا يقولوا ما لا يعلمون فإن القائل بما لا يعلم شر من الجاهل الذي لا
يعلم وإذا كان قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يخوف الله بهما عباده فهل قال ذلك على الله
من تلقاء نفسه هل قالها جاهلاً بما يقول هل قالها مغرراً للخلق غاشاً لهم كلا والله ما تقول ذلك على الله
ولا قاله صلى الله عليه وسلم جاهلاً بمعناه ولا قاله ليغرر به عباد الله ونحن نشهد بالله عز وجل ونشهد الله
عز وجل ونشهد كل من يسمعنا من خلقه أن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا وفي غيره
فهو حق وأنه صلى الله عليه وسلم ما كذب ولا ُكذب وأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بالله وبحكمته
وأنه أنصح الخلق لعباد الله وأنه أصدق الخلق قولا وأفصحهم بياناً وأهداهم سنة وطريقة فصلوات الله وسلامه
على من بلغ البلاغ المبين اللهم أجزه عنا أفضل ما جزيت نبياً عن أمته اللهم إنا أمنا به وصدقناه ونتبعه بقدر
ما نستطيع ونسألك اللهم أن تثبتنا على ذلك عباد الله يا سبحان الله كيف يليق بمن يؤمن بالله ورسوله وهو
يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الكسوف إن الله يخوف به عباده ثم يقول هو كيف يكون
التخويف بالكسوف وهو أمر يعرف بالحساب إن هذا التساؤل لا يرد أبداً على أمر صح عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم اللهم إلا أن يرد من جاهل يريد أن يعرف كيف يجمع بين هذا وبين الواقع أما أن يرد على وجه
يراد به الإعتراض فإن هذا لا يمكن أن يقوله مؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم إن على المؤمن أيها
المؤمنون أن يسلم لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم تسليماً كاملا وأن يعلم علماً يقينياً أن ما صح عنه لا
يمكن أن يخالف الواقع وإنما يظن مخالفته من قل نصيبه من العلم والإيمان أو ضعف فهمه فلم يقدر على
التوفيق بين نصوص الشريعة والواقع .... ))
كلام جميل جدا ... فيه موعظة وتذكير ... وحل لبعض الإشكالات ... رغم أني لم أنقل الإجابة على الإشكال حتى لا يطول الكلام ...
ومن أراد الإستزادة ... فهي موجودة على هذا الرابط ..
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot...icle_436.shtml
أخي عزوبي ... بارك الله فيك على هذا التذكير .... وزوجك الله المرأة الصالحة عاجلا غير آجل ...
دمت بحفظ الرحمن ....
__________________
اللهـــــــــم ألن قلب زوج دمعات الروح ... ورده إليها ... وردها إليه معززة مكرمة ...
اللهـــــــــم أجعلني خيرا مما تظن زوجتي ... وأجعلها خيرا مما أظن .. ويسر لنا امورنا ...اللهـــــــــم آمين ...