(21) عليك بالصمت:
قد ينشأ بينك وبين زوجتك خلاف ما فيعلوا صوتكما
وتلجآن إلى الصياح، ويضيع الحق وسط صراخكما، وفي
هذه الحالة لا يمكن أن يكون هناك حل لتلك المشكلة
وحسم لذاك الخلاف، والحل الأمثل للخروج من هذه
الورطة أن تقترح هذا الاقتراح:
لنحاول الصمت لحظة بدلاً من الاسترسال في هذا
الصراخ. وسترى مفعول هذه اللحظات من الصمت، إنه
مفعول عظيم، أما إذا استطعت أن تحول الصمت إلى
ابتسام فتكون قد بلغت غاية الأمل.
إن الصمت علاج فعال يهيئ الإنسان للتفكير السليم
والحكم الصحيح على الأحداث، وقد يكون سببا في
اعتراف المخطئ بخطئه وإنهاء المشكلة قبل تطورها .
(22) اجتنب النقد العقيم:
هناك فرق بين النصح والإرشاد الذي تفوح منه رائحة
المحبة والاحترام وبين النقد العقيم الذي هو نوع
من التوبيخ والتعيير.
إن هذا النوع من النقد سهم قاتل للسعادة الزوجية
إذا تكرر وانعدمت فيه اللباقة واللطف.
إن على الزوج أن يتحلى بالكياسة عند نصح زوجته
وإرشادها إلى أمر ما، فمع أنها أقدر على تحمل
أخطاء زوجها من الغير، إلا أنها إنسانة ذات مشاعر،
فإذا ما نفر قلبها صعب رده إلى مكانه، وعندئذ تبدأ
منغصات الحياة في العمل.
تقول الكاتبة دورتي ديكس الأخصائية في البحث وتقصي
أسباب الطلاق: (إن أكثر من نصف الزوجات اللواتي
يمكن أن يحظين بالسعادة يتحطمن في العادة على صخور
محاكم الطلاق بسبب النقد وحده) وهي تعني النقد
العقيم الذي يكسر القلب، ويذل النفس. [انظر كيف
تكسب الأصدقاء دايل كارنيجي]
(23) لا تكن زوجاً جاهلاً:
إن الجاهل بالحياة الجنسية بين الزوجين يؤدي إلى
النفور المتبادل بينهما، وقد يتعذر مع ذلك استمرار
تلك الحياة الزوجية، فيلجأ الزوجان إلى الانفصال.
لقد أعلنت الدكتورة (كاترين ديفيز) السكرتيرة
العامة لمكتب الصحة الاجتماعية أن أهم أسباب
الطلاق في أمريكا هو عدم التوافق الجنسي بين
الأزواج.
وقد بحث الدكتور "بول بوبينو" مدير معهد الصلات
العائلية في لوس أنجلوس آلافاً من الزيجات، وخرج
من بحثه الواسع بأربعة أسباب رئيسية للإخفاق في
الزواج ؟ هي على هذا الترتيب:
أ- عدم التوافق الجنسي.
ب- تضارب الآراء والمشارب.
ج- المشكلات المادية.
د- الشذوذ العقلي، أو العاطفي، أو الجثماني.
فالناحية الجنسية- بلا شك- من أهم الأمور التي
تجعل الزواج ناجحاً أو مائلاً إلى الفشل. فعلى
الزوجين أن يدرسا الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه
الناحية، ولا يهملا كذلك الجوانب النفسية لهذه
العلاقة حتى يسعدا في زواجهما ويظلل حياتهما
المودة والرحمة.
(24) لا تحاول فرض رأيك بالقوة:
إن الإقناع شيء وفرض الرأي بالقوة شيء آخر، ولا
يلجأ إلى هذا الأخير إلا من قصر رأيه، وضعفت حجته،
وزل منطقه ، وما أجمل هذه الحكاية التي يروى فيها
أن زوجاً قبض على طائر صغير، وأخذ يتأمله مع
زوجته، ثم قال: ما أجمل هذا العصفور! فأجابت
الزوجة: عفواً إنها عصفورة.
فقال الزوج: عصفور.
فقالت الزوجة: عصفورة.
وتشبث كل منهما برأيه، واحتدم الجدال، وتحول إلى
مناقشة، فمشاجرة لم تهدأ نارها إلا بعد وقت طويل.
وبعد مضي سنة تذكر الزوج هذه الحادثة فقال لزوجته
ضاحكاً: أتذكرين تلك المشاجرة البلهاء بخصوص
العصفور؟
قالت: نعم أذكر، وقد فكرت بالطلاق يومذاك، ولكنني
أشكر الله على النهاية السعيدة، وأعترف لك يا
عزيزي أنك كنت على خطأ في إحداث كل هذه الأزمة
بسبب عصفورة.
فقال الزوج: عصفورة! ولكنه عصفور
قالت: كلا! بل عصفورة.
واحتدم القتال من جديد!!
كم هناك من عصفور وعصفورة وراء المشاجرات!
حاول ألا تفرض رأيك، وإذا رأيت عدم استعداد الطرف
الآخر لقبوله فاسكت لتوفر على نفسك متاعب لا حاجة
لك بها. [انظر الموسوعة النفسية].
(25) لا تغذ نفسك بالأفكار السوداء:
بعض الناس يجاهدون ضد السعادة كما يجاهد الغريق ضد
من يسعى لإنقاذه.
لا تقل إن السعادة والتفاؤل ضرب من الوهم، بل قل:
إن على عينيك غشاوة تمنعك من رؤية السرور حيث هو.
ارفع هذه الغشاوة، وثق بما يساعدك على رؤية ما هو
جميل وجيد في نفسك وفي غيرك وفي العالم من حولك،
ولا تسترسل وراء ضلالك وأوهامك. [الموسوعة
النفسية].
(26) لمُ نفسك أولاً:
يعجبني قول أحد السلف رحمه الله : إني لأعصي الله
فأعرف ذلك في خلق دابتي وزوجتي.
وقال آخر: نظرت نظرة محرمة فنسيت القرآن بعد
أربعين سنة!
إن هؤلاء العقلاء إذا رأوا تغيراً في حياتهم،
وضيقاً في معيشتهم، وتعسيراً في أمورهم ألقوا
باللوم على أنفسهم وحاسبوها محاسبة الشريك الشحيح
لشريكه، ورأوا أنهم ما أوتوا إلا من قبل التفريط
في طاعة الله وركوب معصيته.
ومن ذلك أنهم إذا رأوا تغييرا في سلوك زوجاتهم
قاموا بإصلاح ما بينهم وبين ربهم، وطلبوا منه
تعالى أن يصلح زوجاتهم وذرياتهم، وهؤلاء حقيقة هم
السعداء في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
27) اشترك مع زوجتك في الأعمال الخيرية:
إن اشتراكك مع زوجتك في أعمال خيرية تزيد المحبة
بينكما، فالعطاء من الأمور الهامة التي تؤدي إلى
مزيد من الترابط بين الزوجين، فعليكما أن تتناقشا
بشأن يتيم تكفلونه، أو أسرة فقيرة تدعمونها، أو
مشروع خيري كبناء مسجد أو مدرسة أو مستشفى أو حفر
بئر أو غير ذلك من المشروعات الخيرية التي يمكن أن
تسهمون فيها معاً.
__________________