عزيزتي..
لو كانت أمهم لا تزال على قيد الحياة لكنتُ قلت لكِ اتركيها هي تربي أبناءها كما تشاء .. ولكن ما دامت قد توفاها الله فأرى أنكِ أنتِ المسؤولة الآن عن تربيتهم .. بموافقة الأب طبعاً وهذا امر أعتقد أنه مفروغ منه ... فبعد ثمان سنوات زواج أعتقد أن زوجكِ متأكد من حسن معاملتكِ لأبنائه وحسن تربيتكِ لهم ولن يشك ولو للحظة في أنكِ قد تظلميهم.
لذلك أقول إن أصول التربية تفرض عليكِ أن تعيدي صياغة علاقتكِ بالبنت الصغيرة .. أولاً حتى ينعدل عوجها .. ثانياً حتى لا تؤثر سلباً على باقي أخوتها .. ولا يفوتني أن أشير إلى أن خوفكِ على أبنائكِ طبيعي وهو حق من حقوقكِ دون شك.
الأمر الآخر .. احترامكِ لهم وحرصكِ عليهم أمر طيب .... ولكن لا يجب أن يصل الأمر إلى أن تجلسي أنتِ في المقعد الخلفي وتتركي ابن الثالثة متوسط هو الذي يجلس في المقعد الأمامي .... فأنتِ ـ وإن كنتِ زوجة أبيهم ـ إلا أن لكِ احترامكِ وتوقيركِ فلا تفرطي في ذلك لأي سبب.
أختي الفاضلة..
أتفهم جيداً مدى حساسية موقفكِ .. وأثني كثيراً على حرصكِ على أن تكوني زوجة أب مثالية .. ولكن لا تسمحي لشعوركِ الخاطئ بتأنيب الضمير أو إحساسكِ غير الصحيح بالتقصير أن ينعكس سلباً على طريقة تعاطيكِ مع أبناء زوجكِ ... ويكفي أنكِ أنتِ وزوجكِ تعلمان جيداً أن نيتكِ سليمة وهدفكِ نبيل ... لذلك أنصحكِ بشيء من الحزم والصرامة مع أبناء زوجكِ .. واحرصي على ألا تختلف معاملتكِ لأبنائكِ عن معاملتكِ لهم .. وضعي نصب عينيكِ أن الهدف هو تربيتهم جميعاً بنفس الأسلوب لأنهم كلهم مسؤولية واحدة.
وفقكِ الله.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.