لا حول ولا قوة إلا بالله
استهدي بالله يا أختي
كل هذه الهموم كبيرة على قلبك الصغيرون غاليتي ... لكن اعلمي أن لكِ رب أكبر وأرحم بإذن الله
حبيبتي هوني على نفسك ....
لقد لمستني كل كلمة وتخيّلتُ نفسي في بيت يسوده ذلك الجو وكل تلك المشاكل
لكن غاليتي هي " ابتلاء " من رب العالمين ...
كم من الأبواب المغلقة تجري خلفها مصائب وهموم كبيرة !
كم من الوجوه ترتسم على شفاهها ابتسامة ...
في حين أن القلوب تتفتت حزناً وألماً !
ربما تابعتُ كثيراً من موضوعاتِك ... ولم تتوفّر لي فرصة الرد بأي منها
وكنتُ أتمنى أن تصبح أول مشاركة لي بموضوع تهنئة ...
لكن هكذا سارت الأمور !
غاليتي ...
لكل انسان منا طاقة محددة يتحرك خلالها ...
لا أقول استسلمي لكل هذه الهموم ...
لكن ...
تدخلي في حدود استطاعتِك ... ولو بكلمة
* نعم قد تكون كلمة منك بطريقة لطيفة لوالِدك ... تُشعرينه فيها كم أنتم بحاجة إليه
وأن وجوده بينكم بكامل صحته هو سر قوتكم ...
وأن الأمور سوف تصبح على مايرام ....
ربما كلمات من هذا القبيل قد تمنحه بعض القوة للوقوف على قدميه ومواجهة مشاكلكم بصرامة
خاصة وهو لديه من خبرة الأيام ما يكفي بالتأكيد
* وكلمات أخرى لوالِدتك .... بأنها مصدر الحنان والاستقرار في البيت
وأن الجميع بحاجة إلى رعايتها مهما كانوا كباراً ومسئولين عن أنفسهم
* أما أخوكِ ... فربما تكون خسارته المادية كبيرة فعلا
لكن هوني عليه غاليتي بأن تقولي أن الصحة أهم وهي التي لن تُعوض بأموال الدنيا ...
وإن كان على سفره ... ولو أن الفراق صعب جدا
لكن لو سيكون حاله أفضل هناك ... فاطلبي من الله أن يوفقه
* أما زوجة أخيكِ الآخر ...
فلو كانت ذات أصل طيب ... فربما كانت تلك المشادة مع والدتك نتيجة ضغوط أو سوء تفاهم غير مقصود
وتكفي جلسة هادئة لكي تُخرج مافي نفسها ... وتستقر الأمور
وإلا ...
أما لو كانت غير ذلك ... فصدقيني لن يجدي معها أي كلام لين ...
بل هي بحاجة لمن يقف في وجهها ....
وقبل ذلك طبعا يلجأ لأهلها لكي يجعلونها ترجع عن الخطأ والتمادي فيه ....
غاليتي ...
علمتني هذه الحياة أننا نتحمل الكثير والكثير في معارك الدنيا الدائرة ...
لكننا في النهاية نريد أن ننعم ببيت هادئ ... يسوده الحب والاحترم والمودة
فالبيت له اسم آخر : " سكن " .... وهو اسم له مدلولات كثيرة
أختي الحبيبة ...
مالنا سوى الله مُفرّج الكروب وكاشف الضُر ...
الجأي إليه غاليتي بالدعاء ....
كم أحببتُ أن أدعي لنفسي بهذا الدعاء :
" اللهم أصلح ذات بيننا واهدنا سُبل السلام ...
اللهم اهدنا واهدي والدينا واجعل بيننا مودة ورحمة ...
اللهم اجعلنا ذرية صالحة لوالدينا ...
اللهم حنن قلوبنا على والدينا ... وحنن قلوب والدينا علينا ...
اللهم اكفنا شر أنفسنا وشر وسوسة الشيطان وشر عيون الحاسدين وشر رفاق السوء ...
اللهم اجعلنا في بيتنا وخارجه أهل طاعة وعبادة على النحو الذي يُرضيك عنا "
ثم استعيني - بعد الله - بأحد كبار العائلة ممن تثقين في حكمتهم ورجاحة عقلهم
أسأل الله حبيبتي أن يعيد عليكم رمضان هذا العام وأحوالكم أفضل ما يكون
وأن ينعم على والديكِ بالصحة والعافية
اللهم آمين
اختك " زهرة "
التعديل الأخير تم بواسطة lovepeaceangel ; 19-08-2008 الساعة 01:05 PM